مشهَد: استقالة كوستي بندلي

 رينيه أنطون - 8 حزيران 2024 


المرحلة: 
النصف الثاني من السبعينيّات.
المكان:
بيت الحركة - الميناء
المناسبة:
خلاف "كبير" بين رئيس الفرع الأخ (الراقد) جورج أروادي، ومسؤوليّ الطفولة، حينها، الذين جميعهم من الجيل الشابّ حول تعيين المسؤول الجديد عن الطفولة.
المشهد:
أصوات تعلو. مجلس الفرع يستعد للالتئام للمعالجة، والأخ كوستي بندلي ينتظر المشاركة بتوتّرٍ صامت يدفعه إلى المشي المتكرّر داخل بيت الحركة ضمن مسافة قصيرة عَرضًا مُنحَنيَ الرأس.
الحدث:
يُعلن "الأستاذ كوستي" بعدَها، وهو بعمرِ الخمسين أو يتخطّاه بقليل، ووسطَ اللوم الشديد من الكلّ، كبارًا وشبابًا (ومنهم أنا)، استقالته من مجلس الفرع وعزوفه عن قبول أيّ موقع إداريّ، أو مسؤولية قياديّة، في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، حاصرًا دوره بالحضور الإرشاديّ والحواريّ والتوجيهيّ مع الشباب حيث تشاء الحركة ذلك. هذا كانَ، في قناعته أوّلًا وأساسًا، من أجل افساح المجال كي تنمو الأجيال الحركيَة الشابة في الوعي والمسؤولية والروح القياديَة، وتتمكّن من التعبير عن آرائها، في الأطر القياديّة، بحرّية ودون تحفّظ أو حرج بسبب من وجوده. وكانَ، ثانيًا، ليقينه، أنّ مراوحته بعدَ هذه الفترة في المسؤوليّة الاداريّة والقياديّة، بمتطلّباتها وما يحوطها، ستوحي عنه، بحقّ أو بغير حقّ، بتقليديّة تحجب عن الشباب صدى ثورة الإنجيل التي فيه. (أيّ في كوستي).
لما نشر هذا المشهد اليوم؟
لأتوب، وإنْ متأخِّرًا جدًّا، عن خطأ لومي له، وأُقرّ أمام روحِه الطاهرة أينما وُجدَت بأن:  كنتَ مُحِقًّا يا معلّم!

المشاركات الشائعة