المطران غريغوار حداد

 رينيه أنطون – 24 كانون الأول 2015


المطران غريغوار حداد وجهٌ من رعاية المسيح لنا نسجته بساطة الصيادين.

ساهَم يومًا في وعينا لمركزية قضية الفقراء وارتباطها الوثيق بحروف الانجيل.

لفّٓ فترةً من شبابنا بوقار أسقف وحضور ثائر جميل. تمرّد على العتاقة في الكنيسة وعلى التقليدية فيها، لا على التقليد، فَعَلى صدى تمرّده لدينا ولاقى في بعضه صرخة كوستي بندلي لينسجا، معًا، فينا بعضًا من ذلك الزمن الجميل.

زمنٌ رُسمت خطوطه بمراهقتنا على "حركته الاجتماعية" و"تجمّع المسيحيين الملتزمين" و"جبهة المسيحيين الديمقراطيين" والبحث عن مفاصل تلاقيها مع حركة الشبيبة الارثوذكسية وما استلزمه هذا الخليط من مطالعة وكتب.

لا أملك كفاءة أن أقول إن أخطأ المطران غريغوار او اصاب، ولست أدري أين أصبنا بقناعاتنا تلك المرحلة أو أخطأنا.  لكن ما تحسسته، عُمرًا، من خطاب الله للبشر وحياة المسيح بيننا، وما تؤشر اليه علامة أن هذا التلميذ انتقل "الى بيت لحم مع الرعاة يوم الميلاد"، هو أن ركيزة خلاصنا الاولى بالمسيح هي طراوة قلوبنا على الارض. تلك الطراوة التي تزلزل قساوة انانياتنا ومعها قساوة كل مأسسة بشرية للربّ، وباسمه.

لهذا غريغوار حداد اليوم، شاء أهلُ الارض ورؤساؤها ام أبوا، هو ساكن الملكوت. ساكنٌ الملكوت لان صلاة الفقراء تطرب الله وتلفته عن ضجيج التافهين في كنيسته. ساكنٌ الملكوت لأن ارادة انجيله تقوى ومشيئته وحده في بيته تسود.

غريغوار حداد يقيم اليوم مع أهل السماء، وينظر الى رفاقه في الارض وصيةً بالثبات في حبّ الفقراء، ويصلّي لرفيقه وصديقه، وصديقي، جورج ناصيف في محنته.

 


المشاركات الشائعة