حراسَـة بالوداعـة
المرحَلة: بينَ
عاميّ ١٩٧٥ و ١٩٧٦ فترة حرب السَنتين في لبنان.
المكان: مدينة
الميناء
المناسبة: قرار
اللجان المدنيّة بحراسة ليليّة للأحياء مِن قبل الأهالي منعًا للتعدّيات وما
يؤجّج الفتن الطائفيّة.
الحدث: أهالي
كلّ حيّ، في المدينة، يتناوَبون على الحراسة وفق أوقات محدَّدة، مُسلَّحين بأسلحةٍ
خفيفةٍ تعود مُلكيّتها للأحزاب والمنظمّات المُشرِفة على المدينة.
المشهَد: الأخ
كوستي بندلي يقوم بمهمّته في الحراسة الليليّة لحَيِّه، وفقَ الترتيب الموضوع،
وباصرار على رفض أي تمييز والتقيّد بالوقت المحدّد له حتى الدقيقة
الأخيرة، وانّما دونَ أيّ سلاح. أيضًا، يقوم المطران (الأب آنذاك) بولس بندلي بالحراسة الليليّة لحَيِّه، وإنّما، متى أُتيح له التواجد في المدينة،
وأيضًا دونَ أيّ سلاح. ولمّا سُئل كلٌّ منهما كيف سيردَع المُرتَكب، إنْ تعرَّض
لذلك، كانَ جوابه، وبثقة: بالحوار والاقناع!
لِما
نَشرِ هذا المشهدِ اليوم؟ لكونه نموذجًا غيرَ مألوف
من نماذجِ البُعدِ الاجتماعيّ والوطنيّ للحياة في المسيح، وللإشارة إلى أنّ جذريّة الإيمان
لا تتعارض وهذا البُعد، وإنّما تنعكس، بالضرورة، جذريّةَ ترجمةٍ في ساحاتِه تكونُ
مِن أبلغِ وأفعَلِ وأجمل ِلغاتِ البشارة. وأيضًا، لرَسمِ إيقونة وداعة
السيّد في رجلين، والدلالة إلى قوّة الاقناع فيها، وللدعوة إلى التمثّل.