الخدوش تبهت

رينيه أنطون - 28 تمّوز 2024


شخصيًّا، لا يُثيرني الاستفزاز الإيمانيّ، هذا اذا وُجد. خاصةً وأنّ الانجيل واضح، ويسوع المسيح، الذي ننبري دفاعًا عنه، إنْ صدَقنا في ذلك، لم يعنه غير ان يكون غافرًا مصلوبًا فاديًا، وليسَ مُفتَدى. أقول إنْ صدَقنا في ذلك، لأن خيطًا رفيعًا يفصل بين "دفاعنا" عن ايماننا والهنا وبين انتهاز حدثٍ ما لتظهير عصبتنا وإعادة بناء مكانتنا حيث، إلى ذلك، نصبو. أقلَّه لا يعنيني أن أكون، باسمه، حيث لا يشاء هو. يعنيني أن أكون حيث هو. يُثيرني ما يُثيره ويُفرحني ما يُفرحه. يحزنني اليوم، لا بل يغضبني، الظلم والقتل والاحتلال والنهب والاستغلال والمكيال بمكيالين، والتمييز بين ضحيّة وأخرى، وطفل وطفل. أمس لم يعن لي شيئًا ما حدث في افتتاح الالعاب الأولمبية. عنى لي الكثير ان عشرات الالاف من أطفال غزّة والمدنييّن قتلوا ولم يحرّك العالم ساكنًا، في حين أن عشرات من اطفال ومدنيّين قتلوا في مكان آخر، فاهتزّت أوروبا كلّها، والعالم، وليس فرنسا وحسب. يعنيني أن يحلّ العدل لتشابه الأرض ملكوت ربّي ويتوقّف الموت ويحلّ الفرح ويُصان الأبرياء. أمّا إلهي فقوّته الفادية هي ما يصونه من كلّ خدش، لأنّ الخدوش تتفه وتبهت أمام أثر المسامير في جسده.

 

المشاركات الشائعة