مساءَلة
رينيه أنطون
26 تشرين الثاني 2024
غدًا، أو بعده، ستفرَغ مقاعدنا من أمام الشاشات، ونتحرّر من
إلفتنا لمشاهد القصف والدمار والمجازر والأشلاء والضحايا والشهداء، وتبدأ رحلة
العودة إلى إنسانيّتنا، ومسيرة المصالحة وهويّتنا التي، ولا بدّ، تتوّثب إلى
مساءلتنا:
فإلى الموقفِ الرافض، والمواجِه، "لإسرائيل"، أصلِ
الظلم والاجرام والفوضى والشرور حولنا، والذي لم يكن لأبناء الانجيل، مرّةً، ميزة
أو منّة،
وإلى
أفعالِ الاحتضان، التي نتشاركها وكلّ ذي خُلقٍ إنسانيّ ورحمة،
سنُسأَل:
هل تمايزنا، في الحرب، ووسطَ سيادةِ الظلم والعُنف، بشأنٍ وحضورٍ
ومقاربة؟
هل
اهتزّينا لتلك المشاهد أم اعتدناها؟
هل
غيّرنا من تحكّم الاصطفافات السياسيّة والغرائز والانفعالات الانسانيّة، أو
اللامبالاة، فينا؟
هل
غيّرنا من يوميّاتنا؟
هل أزَحنا
همومَنا واهتماماتنا، المعتادة، من أوّليتها؟
هل
توجّعنا لأجل شهادةٍ أو مشاركة؟
هل
هزّينا صمتَ العالم من صراخِ الحقّ وحراكه فينا؟
هل علا
شأنُ الانتماء إلى الوطن، وتجلّت فرادة التعبير عنه، لدينا؟
هل
تذكّرنا، وذكّرنا، بأنَّ الانسانَ، المنتَهك والغائب عن صراع المعادلات حولنا، هوَ
الغاية، ووحده المقياس والمعادلة.
خلاصة،
هل دلّ أحدٌ في هذه الحرب إلى مكامنِ البنوّة للانجيل فينا؟
وأنا أسائل نفسي أولًا، والجماعة الكنسيّة ثانيًا، بهذا،
تلقّيت خبرًا عن تقريرٍ صادرٍ عن الأمم المتحدّة يُفيد أنّ عددَ ضحايا الحرب في
لبنان خلال هذا الشهر، فقط، فاقَ الألف ضحيّة، وهو أعلى نسبة لضحايا الحروب منذ
عقود. فأضافَ الأمرُ إلى مساءلتي مساءلة:
هل
يستقيم انشغالٌ بالربّ دون انشغال بالعدالة والانسان، لدينا؟