إلى الشبيبةِ المُضيئة في سوريا

 رينيه أنطون -11 كانون الأوّل 2024


قادَني إليكم الفرحُ المعجون بالحزنِ في لوحةِ بلادكم، والقلقُ المعجون بالأمل، والركامُ الموصول بالبناء، والعنفُ الموصول بعنفٍ والمنتظرِ لسلامٍ لم يكتمل بعد. فوجدتكم فوجَ ملائكةٍ في فيالقِ المحاربين.

وجدتكم، كما أنتم في كلّ لقاء، تمِضون بالالتزام، تطرَبون باللُّقيا، تزدرون بالصعوبات، تَختزنون "التعبَ المريح"، التعبَ المُهَزِّئ للمسافات، تعبَ الانتقال إلى حيث نَعجن، سويَّةً، الوجوهَ في وجهِ سيّد الأحرار، حيث نصيرُ بالبُعدِ قُربًا، والأَعدادِ واحدًا، والأفكارِ رسومًا في قصّةٍ مِن كتابٍ حكى حبًّا منه رُمينا، معًا، في الوجود.

إضافةً، المرّةُ هذه، وجدتكم أيضًا حرّاسًا. ليسَ لئلّا يسرقُ أحدٌ النائمَ في القبر، بل لئلّا يسلُب أحدٌ نورَه من زوايا الوطن، لئلّا يَنتزع شرٌّ، من غفا العيون، حلاوةَ ذلك الحلمِ، الساكنِ فيها، الموعود. المرّة، هذه، وجدتكم أيضًا قادةً لغيرِ ما اعتدتم عليهِ من مَهام. وجدتكم قادةً لقوافل المتفائلين، وشرائحِ الشجعان الناشطين في صياغةِ قوافٍ أجمل لقصيدة الوطن. وجدتكم قادةً لمجموعةِ الصارخين: خطأٌ القول أنَّ بدماء البشر، لا بالحبِّ المُنسلِّ من دمِه إليها، تُروى أرض الوطن. وبآن، وجدتكم قادةَ المُصرّين على أنّ الألسنةَ وُجدَت لتَنطُق، والعقولَ وُجدت لتُبدع، والهياكلَ وُجِدت لتُنادي السماء، إلى هنا، بلغاتٍ تختلف باختلافِ كلّ مَن هنا. ووجدتكم قادَة المُصرّين على أنّ حرّيتكم، وحرّية كلّ أهل بلادكم والأرض، التي أشتُرِيَت يومًا بما فوق الأثمان، لن تُباع، بَعد، بأيّ ثمن.

وجدتكم تلاميذَ ترسمون جمالَ السماءِ، وتصوغون عدالةَ إلهٍ، في كتابِ غدِ الوطن.