خواطر من وحي الواقع (2)

رينيه أنطون - 4 آذار 2024 


حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة  #الذكرى_82


عُمر الحركة، أكانَ سنة أو مئة سنة، لا يُقاس بالزمن. الأمرُ الذي يعنينا هو تراكم الخبرات الجهاديّة والشهاديّة في حياة الحركة، غنىً وتنوّعًا وتأثيرات، والتي بها نُخَمَّر، نحن، في الربّ وتُصهَر من أمامنا العوائق وتُختَصر المسافات إلى زمن الخلاص

لذلك نحن لا نُقرّ بأجيالٍ عديدة في المسيح، وإنّما بجيلٍ واحد هو جيلُ أبناءِ الخلاص، أمِنَ الشباب تكوَّنت عناصره أم مِن الكهول أم من الشيوخ، أم منهم معًا.

أمّا الجدّة والعتاقة، في الحركة، فلا شأنَ لهما والأعمار البتّة. أذكرُ عتاقتنا الشديدة، نحن الشباب حينها، ازاء جدّة الشيخ كوستي بندلي وثورته الدائمة. 

تجلّي الجدّة في الحركة هوَ في ما يُبقي تربيتها فاعلة، بانية للنفوس، ورؤيتها الايمانيّة متلألئة في الأشخاص، شاهدةً مهما اشتدّت الظروف وبلغت متغيّرات الأيّام، تُكيّف ما يحوط بها إخضاعًا لارادة الربّ وتعميدًا للزمن دون أن تنحجب، أو تخفت، مسايرةً لشأنٍ  في الأرض، أو خوفًا مِن تحدٍّ وتحت وطأةِ أيّ ظرف. 

أيّ الجديد الدائم في الحركة هو  ما  يُبقي أبناءها متحصّنين، أبدًا، بصدارةِ الربّ فيهم، متسلّحين بجرأته، يصوغون شهادتهم له بحروفٍ مُعتَّقة بخبرةِ الأمسِ، مجبولة بهمومِ اليوم. 

أمّا العتاقة فهي في كلّ مراوحة ومراوغة ومسايرة واجترار للأنماط والحروف، وعجزٍ، لسبب أو لآخر، عن هذا الجديد وحسب.

المشاركات الشائعة