في حريق اليونان و"الخوارق"

 رينيه أنطون - 2018

 

بعد أن حُدَّت مأساة حريق اليونان المؤلمة يبقى أن ما أحاط بها  ورافقها في بعض أوساطنا يلفت الى الآتي:

خطأ الظنّ  والايحاء بأن ألم الله جراء ما أصيب به شعب اليونان يزيد عن ألمه جراء ما لحق أو قد يلحق بشعوبٍ أخرى أيًّا كانت هويتها الوطنية والدينية.

خطأ أن تبرز حميّتنا للصلاة والدعوة اليها فقط حينَ يُصاب من يشاركنا الايمان الواحد، ولأجله، وألا تبرز هذه الحميّة جراء ما أصيب أو قد يُصاب به أي شعب

آخر من مآسٍ قد تكون أقلّ حجمًا أو أعظم. هذا مع التأكيد أن الصلاة، في أي زمان ومكان ومناسبة كانت، هي نافعةٌ لحياتنا إذ أن التماس رحمة الله واستدعائه للحضور الدائم فيها  هو مُبتغى أبدًا.

خطأ أن نلصق الصفة العجائبية ببعض الظواهر الطبيعية، إن صحّ خبرها، وننسب الى الله تدخلّه لانقاذ حجرٍ أو رمزٍ أو مكان، وإن مقدَّس. كأننا بذلك نوحي بتغافله عن التدخّل لأجل الانسان  وانقاذه ولجم مآسيه، الانسان الذي هو ثمرة محبّته والأثمن في عينيه.

خطورة اللامبالاة التعليمية إزاء ما بات يتراكم ويزيد في الضمير الشعبي الايمانيّ ممّا يضع استقامة الايمان على حافة الجنوح.

مدَّ الله مَن واجهوا هذه المفاهيم الخاطئة ونقضوها عُمرًا، ورحم معلّمنا في المسيح كوستي بندلي.

ليتكم تقرأوه. ليتكم، مثلاً، تقرأوا "الله والشرّ والمصير"، وتعلّموه في هكذا مناسبات حيث التعليم وتحملوا مضامينه في  الكنائس والعظات الى العقول  والضمائر والقلوب!

 

المشاركات الشائعة