طوني بيطار

 

رينيه أنطون - 5 كانون الأوّل 2024

في ذكرى انتقاله الثانية


"ثقّ أنّني لست حزينًا، فأنا أصدّق وعدَ ربّي، أصدّق أنّ هناكَ أجمَل".

بهذه الصلابة، في بداية مرضِه الشديد، وخلال زيارتي الأولى لافتقاده، سعى المريضُ إلى أن يداوي ضعفَ إيماني ويمسَحَ غمّي من اعتلاله. كأنّي بموهبَةِ القيادة إلى الثقة بيسوع، التي وَمَضَت في طوني بيطار منذ أن تفتّح وعيُه لقضيّة الربّ، زادَت، في معاناته، إشعاعًا. كأنّي بالموهبة، هذه، شاءت أن تُعلنَ، بوهجِها، قربَ لقياه الوجه الذي منه انسكبت.

طوني كانَ تلميذًا ليسوع وحسب. لا تعريف له، ولا اختصار لسيرته، غير هذه الكلمة. كانَ شخصًا منسوجًا من تشابكِ سماتٍ من الربّ فيه. لهذا كنت تراه عاجزًا عن أن يتغرّب، في أيّ ظرفٍ ومناسبةٍ، عن واحدةٍ من تلك السمات. فهوَ والمحبّة كانا، أبدًا، لصيقين. وهوَ والوداعة كذلك، وهوَ والمجانيّة، والاحتجاب، والبساطة، والصُدق، والطُهر، والطاعة، والأهمّ الأهمّ، وهوَ والغفران.

غداة انتقاله، تساءلت: كيفَ لانسانٍ أن يبقى على صلابة إيمانِه بالله في أوجِ معاناته؟! كيفَ لا يُطعَر بالشكّ وبمرارة الخذلان، ويرسَخ لاهجًا بربّه؟! كيفَ للانسان أن يكونَ في مِحَنِه أكثر سلامًا وسلامة! وكانَ الجواب: هذا شأن أصدقاء يسوع، شأن الأقوياء في الربّ الذي لا يفهمه الضعفاء. شأن الذين يتخلّون عن كلّ لينالوا الكلّ. هذا ما سيكون عليه شأنُكَ، في أيّ ظرفٍ، إن صرتَ يومًا ما كان الرجل عليه. لهذا، كما في كلّ حياته، كذلك في انتقاله، كانَ طوني تلميذًا مُتلمِذًا في آن.