قدّيسون منسيّون
رينيه أنطون - 23 تشرين الأوّل 2023
لطالما يلفتني،
وأنا أسير مساءً في مدينتي، أزواجٌ قسَت عليهم الحياةُ وشحَّت عليهم بكثيرٍ من
ضروراتها. تراهم جالسين أمام منازلهم، أو أماكن عملهم البسيطة، صامتين، هادئين،
سلاميّين، مرحِّبين بكلّ مَن يمرّ بهم، مُكتَفين بنظَرةِ كلّ منهما الى الآخر
والتأمّل بخطوط الصعوبات وعلامات الله في وجهه. آه ربّي، الذي جعل من هؤلاء
القدّيسين المنسيّين لفتةً خَفِرةً لكلّ منّا إلى ما وهبَه مِن نِعَم الحياة. أمّا
هُم فتراهم لا يسألون عمّا يهزل من هذه النِعم أمام عطاءات السماء. كأنّي بهم
يُدركون أنّهم نالوا من عطاءات ربّهم ما نصَّبهم، إلى شفاعة القدّيسين في كنيسته،
شفعاءَ لنا لنتساوى معهم في الله ويكون لنا، يومًا، ما لهم منذ الآن، مِن سلام
الطمأنينة وفرحِ الاكتفاء وسعادةِ السماء.