إلى الشبيبةِ في بلدي

 

رينيه أنطون - 14 آب 2020


أعدموا ما أعدمَ الوطن من نظام، وأطيحوا بما ولَده مِن تكاذبٍ ونفاق ووجوهٍ وشعارات كـ الوفاق الوطني و حكومة وحدة وطنيّة. 

فلا صرخات الاستنكار، ولا أصوات التضامن، ولا مبادرات تنظيف الشوارع، ولا الوجبات الساخنة والباردة، ولا المال والزجاج والمآوي المؤقتة، ولا الرسوم والخيم في الساحات، ولا "بيروت الجديدة" تكفي لتعزّي أمًّا وتمسح دمعةً وتُفرِح يتيمًا وترمِّم قلبًا مفطورًا وتبني لكم غدًا. فهذه، دون لعدالة، سيصيرون بها، من إعلاءٍ لشأن حبّكم ودعمكم ورفضكم، إلى تجميلٍ لمعاناة شعبكم، وإلهاءٍ لقوّتكم وتغطيةٍ لصمتكم. وللعدالةِ، بعد المشهد الذي يختصر عقودًا من مشاهدِ القتل والتدمير والحرق والنهش والنهب والافقار، أمسى لها عنوان، المحاسبَة والمواطنية، وليسَ نظامهم وهُم.