إيلان البرط "المُنتصرة"

رينيه أنطون - 14 تشرين الثاني 2015


كانت "وحدها" الكنيسة حتّى يُخيّل لك ان الكنيسة دونها كالهيكل دون مائدة. إن وُجدت صباحاً اكتملت السَحر وان حضرَت مساء بدأ الغروب. والسَحر والغروب لا يغادران كنيستي يوماً.

غريبٌ هو شأن امرأة لم تعرف الحياة غير مِحن فوق محن، وغريب ألا تعرف معها غير الفرح والدعاء والثبات في الصلاة. لا أدري ما اذا كان من قداسة في زمني غير تلك التي عاشتها. لذا أقول أن ايلان برط ليست وجهاً في كنيسةٍ وكنيسة في وجهٍ وحسب، بل هي شاعرة القداسة وحارسة المزامير. هي مَلكَت لغة الله وتحسّست فعلَ مخاطبته وجمالَها حتى خافت أن يدّعي أحدٌ شعراً غير الصلاة ويُحجب عنه الخلاص. فكان فرحها الأوحد أن لا تدعك تذوق من الشعر غيرٓ "الخمسين"، وبصوتها، حتى تبقى مقيماً في ما هي عليه من راحة مع الانبياء. ولكي لا تغرب راحتك، ويغرب معها فرحك لحظةً، اختارت الرحيل يومَ يغلب حدثٌ كبير حزنك عليها، يوم تسعدُ بأسقف في انطاكية عاينت هي الله فيه.

ايلان غابت اليوم فاحتجب كرسيها حداداً على فراق وانحنى عامود كنيستي اجلالاً لقداسة لمسته وترطَبت كُتب داوود بدموع الملائكة فرحاً باستقبالها.

__________
*سيّدة من الميناء، شُهد لها بالثبات في الفضائل والايمان والممارسة الصلاتية اليومية رغم قساوة الحياة الشديدة عليها.  

المشاركات الشائعة