هم ليسوا بأعداد

الضحايا والشهداء في غزّة، على كثافتهم، ليسوا، هُم، بأعدادٍ. 

هم أشخاصٌ لكلٍّ منهم مكانته وفرادته وحكايته. 

هُم وجوهٌ سكنَت نفوس. نَمت بنبضاتِ قلوبِ الآباء، واستقَت من الدموع في عيون الأمّهات. 

هُم أسماءٌ شغَلت حناجرَ وشفاه في رؤوسٍ شاخصةٍ إلى السماء. هُم قيّمون حتى الافتداء، تكوَّن كلٌّ منهم، كما كلّ منّا،  بذروةِ حبٍّ، وقطرةِ دمٍ إلهيّ ودمعةِ مصلوب. 

أخطأَ هذا وذاك، من الصحفيّين، بالقول أنَّ  كثافةَ الشهادة تُعَوَّض بمواليد جدد. الشهادة لا تُعوَّض بغير احقاق الغايةِ التي من أجلها كانت. المولود الجديد هو قيمة تُضاف الى قيمة. هو شخصٌ آخَر  لما له من فرادة ومكانة وحكاية، ولن يعتلي مكانةَ أحد. 

أمّا الضحايا والشهداء فهم  مَن صار بهم الظلمُ أنبياءَ  مُبشِّرين، من رأس الجلجلة، بصرخةِ المصلوب، بالحقّ في العالم.