الوعي المدنيّ
رينيه أنطون – 4 نيسان 2016
لكون النقاش في موضوع الانتخابات البلدية قد فُتح، وبغضّ النظر عمّا إن كانت ستُجرى هذه الانتخابات أم لا، أَلفت المعنيين بها، مرشَّحين وناخبين، الى الأمر التالي:
ان نجاح أي مجلس بلدي، أيًا كان أعضاؤه وقدراتهم وسماتهم، يرتبط بشكل أساس بمستوى وعي المواطنين لمسؤولياتهم تجاه المدينة على كافة الأصعدة. هذا الوعي لطالما حال دونه حتى اليوم أفول المجتمع المدني واغفال المسؤولين لموضوع التوعية وتجاهل التخاطب مع أبناء المدينة لاشراكهم في الرأي والتنفيذ.
فإن كان ما يمنع هذا الأمر هو غياب قنوات التواصل بين الجهتين، أذكّر، مثلاً، أن المدينة عرفت خلال فترة الحرب اللبنانية تجارب ناجحة، رغم قوّة التجاذبات السياسية حينها، منها تجمّع الاندية والجمعيات وهيئات ثقافية ولجان الأحياء التي تولّت خدمة شؤون الناس وأهل الحيّ وحاجاته ذلك الزمن.
فكمّ لَتكون هذه التجربة رائدة وفاعلة في زمن السلم خصوصاً إن رعى المجلس الجديد وشجّع على تأسيس لجان أهلية محتضناً مهامها لجهة تفعيل اطلالة المدينة الثقافية ومساهمتها في توعية المواطنين والاهتمام بحاجات الاحياء البسيطة ونظافتها وكونها قنوات مساءلة وحوار وامتداداً مساعِداً تنفيذياً لكل توجّه مفيد له.
بهذا المثل أم بغيره، أيمكن أن نشهدٓ ممارسة بلدية استثنائية لتلبية حاجات
استثنائية وسط ظروف استثنائية، أم سنواجه الأزمة بالمراوحة في التقليدية بكلّ ما
فيها ويعتريها؟
ليس الزمنٓ زمنُ اللهو والمراهٓقة المجتمعية والمصالح وارضاء الساسة
والتلكّوء وحبّ الظهور الفارغ، هو زمن الحاجة الشديدة الى انتاجية وابداع أهلي
واداري. فمدينتنا، التي نُجمع على سحرها وفرادتها، هي متغرّبة اليوم عن ذاتها
وتكاد تمسي مدينةً منكوبة. فهل نكون بقامتها لنمحو غربتها؟
ملاحظة:
منعًا لأي سوء فهم وتفسير، انه رأي مواطن ناخب، وناخب، فقط لا غير.