أُعطينـا كنيسـة - 2018

رينيه أنطون - 26 شباط 2018


تألف، في لبنان، قبيل كلّ انتخابات نيابية أن يعلو الصدَى الطائفي في الخطاب وأن يتداعى أبناء الطوائف، كلّ الى بعضه، حائرًا ناطقًا بأمجاد ملّته شادًّا للعصب مدافعًا عن الحقوق وشاخصًا الى المواقع.

أسفي أن هذا الداء تسلّل الى وسَط بعض أبناء كنيستي، الأرثوذكس، الذين تمايزوا حتّى الأمس القريب بمقاربة هذا الجانب من الشأن الوطني.

فرغم أن السباحَة عكسَ التيّار مُتعبة، الا أنها تصونكَ من الانجراف معه الى حيث تبتعد عن ذاتك وتتغرّب عن نفسك

فأذكّر نفسي، ومعي الأرثوذكس، الحائرين، في لبنان، أنّنا أُعطيَنا كنيسةً، لا طائفة. أعُطينا ما يرفعنا للتربّع على أسمى المواقع وأحلاها، عرشِ المُفتَدين بأغلى الأثمان. أعُطينا ما نصبَ في عيون التاريخ إيقونة بطريرك لم يقرأ طائفةً على رغيف، وفي عيوننا إيقونة بولس بندلي خادمًا لفقراء كلّ الملل متغنّيًا بمجد ربّه مصلوبًا عن الكلّ. أُعطينا ما جمَّل محيطنا بنَصَب الياس الرابع قائدًا للقدس. أُعطينا ما أطرَب ضمائرنا بصراخ يوحنا العاشر، بنا، خميرَ الأوطان وجسور وَصْلها. أُعطينا جورج خضر وكوستي بندلي. فأيّة حيرة، وهل من أمجادٍ بعد؟

تعالوا نكون أنبياء لا نبحث عن أحد غير نبيّ يطرَب على أنغام حروف الانجيل.

المشاركات الشائعة