لا تزيدوا الناس معاناة

 رينيه أنطون – 10 كانون الثاني 2021


يكفي الناس ما تعاني، فلا نفتي بما يزيدنَّها معاناة باسم الربّ.

الربّ من هذا الافتاء براء. هو مصدرُ الخيراتِ والنِعم. والشرّ هو مصدر الأمراض ووجوه التهلكة.

مُقاومةُ الأمراض والأوبئة هي مكافحةٌ للشرّ ونتاجه. وتَعب العلماء، لأجل تأهّلهم لهذه المقاومَة، هو عملٌ رسوليّ، استثمارٌ في الانسان، وتثميرٌ لما أنعم به الخالقُ على العقل البشري من قُدرات. فحِفظُ الخلقِ، والتخفيف من أحمال الانسان، تكليف.

حرصُ كلّ منّا على سلامته الذاتية لا تقلّ مكانته في عيون الله عن حرصه على سلامة الآخرفسلامة كلّ منّا عاملٌ في سلامة الآخر ، وسلامة الكلّ. والانسان، أكانَ أنا أم أنتَ أم هوَ، ثمينٌ لدى الربّ ومشمولٌ بفدائه. الفداء الذي يُلهمنا إليه فداؤه هو ما يُميتُ فينا الأهواء ليحيا الحبّ، وما يُنقِص فينا الأنا ليزيدَ الكلّ، وما يُبيد فينا الموت لتكون لنا الحياة. ليس العَبَث بنعمةِ الحياة، وتمزيق صورته التي عليها خُلِقنا، هوَ، فهذا صَلبٌ ثانٍ له، وانتحار.

اختصارًا، نحن لسنا وسيلة وقوتًا للشرّ، نحن أبناء، غاية، للربّ.


المشاركات الشائعة