تحريك القلوب

رينيه أنطون- 29 تشرين الثاني 2012    


تتفاقم أزمة سوريا ويجتاحها العنف والغلاء ويكثر المحتاجون من أبناء كنيستنا والمواطنين فيها ويزداد المتألّمون. يُضاف الى هذا الأمر حاجات العديد من الشباب السوري الموجود في لبنـان بسبب أزمة بلاده.

بعد شهر من الآن تطلّ علينـا ولادة السيّد في مغارة بيت لحم يتبعها يوم رأس السنة الجديدة، و ننهمك كلّنا، إضافة الى اهتماماتنا الايمانية، بضجيج المناسبة الدنيوي وتلبيـة حاجاتها ومتطلّباتها الاستهلاكيـة غير الأولّيـة بالضرورة.

في هذا الظرف العصيب تحضرني رسالة الرسول بولس إلى كورنثوس بأنّ"لو كانَ ليَ الإِيمانُ كُلُّهُ حتَّى لأَنْقُلُ الجِبالَ، ولم تكُنْ فيَّ المحبَّةُ، فلَسْتُ بِشَيء". 

المحبّة هي، اليوم، كلّ الصلاة. وكلّ صلاة ، اليوم، هي لغوٌ وترداد كلمات ما لم يحضر فيها، همّ كنيستنا والأخوة والفقراء والمحتاجين في سوريا. وكلّ حضور لهذا الهمّ هو باطل ما لم يقترن بالعطاء وإن "بفلس الارملة." فشهادتنا بالعطاء اليوم تختصر كلّ الشهادات في تاريخنـا، واحتجابنا عن هذا العطاء يُبطلهاعطاؤنا، اليوم، هو التراث الأحلى والتقليد الأجمل والقصيدة الأروع التي سنورثها لأجيال الغد في كنيستنا. عطاؤنا، اليوم، هو انحناؤنا أمام شهادة شهداء كنيستنا في سوريا، قدّيسيها الجدد.

فلنبادر، ليبادر كلّ منّا، مسؤولاً كان أو عضواً الى نصب نفسه مسؤولاً عن تحريك هذا الهمّ مجدّداً في فرقته وفرعه ورعيّته وبين أهل بيته، إلى الدعوة للمشاركة، تفعيل المشاركة التي نُكثر الحديث فيها وعنها، وإيجاد ما يراه مناسباً من آليات لهاأدعو الأخوة رؤساء المراكز إلى إعادة هذا الهمّ إلى مكانته الأولية في اهتماماتنا الحركية ومتابعته وتنظيمه.

فهيئة الطوارئ الاجتماعية هي بصدد وضع خطة عمل جديدة تطلّ أيضاً على حاجات الشباب السوري في لبنان لاقرارها في اجتماع الأمانة العامة منتصف شهر كانون الأول المقبل.. وهي تحتاج الى هذه المحبّة، محبّة الأخوة، للارتكاز اليها.

فما لم نحمل اليوم إخوتنا في سوريا في أصعب وأدّق مرحلة مصيرية يمرّون بها وتمرّ بها كنيستنا ومنطقتنا، فما الذي سيحرّك قلوبنا بعد اليوم لتبقى المحبّة فينا؟؟؟

المشاركات الشائعة