الكاهن والمآتم و "البطرشيل"


رينيه أنطون - 9 كانون الأوّل 2018


الكاهن، خصوصًا إن تفرَّغ للخدمة الرعائية، يحتاج، مثلنا جميعًا، الى ما يلبّي متطلّبات عيشه بكرامة. "فَخادم الهيكل مِن الهيكل يأكل".

غير أنّ للأسف، هنا وثمّة، فشلت رعايا عدّة في ايجاد سبيلٍ لائقٍ لهذا الواجب غير ما اعتادته من طريقة "البطرشيل" التي هي الإكرام الماليّ للكاهن من قِبَلِ المؤمنين في المناسبات الكنسية التي تخصّهم.

في هذا السياق تبرز  إشكالية تتكرَّر في بعض الرعايا التي يخدمها أكثر من كاهن واحد، وتحديدًا في المآتم حين تُحصَر دعوة الكهنة، في الرعية الواحدة، ببعضٍ منهم ولا تطال الكلّ.

وإن تعدَّدت الأسباب، والسبب الاقتصاديّ واحدٌ منها ومُبَرَّر جدًا، تبقى أهمّية أن نعي أنّ خدمة الصلاة لأجل راحة نفس منتقلٍ عنّا تختلف عن أيّ مناسبةٍ خاصّة أخرى. فكلُّ موت هو مصاب مأساويّ يجرَح الأهل والأبناء والأقارب بحيث يُدعى الكلّ، أبناء المحلّة عمومًا والرعيّة خصوصًا، وبنَعيٍ عام، الى مشاركتهم الصلاة والرجاء القياميّ الذي يعزّي قلوبهم. 

الكاهن وُلِدَ من رحم الجماعة. هو إبن الجماعة الكنسية وأخٌ من الإخوة فيها قبلَ أن يُمسي قائدها. لذلك هو أولّ المشمولين بالدعوة العامة. الدعوة الخاصّة تتفَه هنا. في الحال هذه لا موجب ليُحرَج أحد وليُستَثنى كاهن. فبرأيي، ليسَ ما يُلزم أهل الفقيد بالاكرام الماليّ للكاهن في هكذا حدث، وكذلك، لا يضير، لا بل باتَ من الضرورة، أن يعلن الكهنة جهارًا اعتذارهم عن قبول أيّ إكرام ماليّ في هكذا مناسبة.

فبشاعةٌ هي، لا بل جرحٌ للكنيسة هو، أن يستكينَ كاهنٌ في منزله وقتَ تُرفَع الصلوات لراحة نفس أحد أبناء رعيّته. 

فكيفَ للقائد في المسيح، القائد في مسيرة اخلاء الذات والفداء، أن يغيبَ ومحفِل محبّةِ الجماعة ورجائها الفصحيّ مُنعَقِد؟!

المشاركات الشائعة