زلزال إنطاكية

 

 رينيه أنطون 13 شباط 2023


أمس، نقلَ كاهن رعيّتي في عظته ما يقوله العلماء في أسباب الزلازل والبراكين، وخلاصته انها تحدث، هنا او هناك، لتُخرِج الأرضُ بعضَ ما تحتقنه في باطنها لئلا تنفجر كلها وتزول، ولا يبقى بشر.

هذا ما يرسم ضحايا الزلزال الأخير وضحايا كلّ كارثة طبيعية، في ضمائرنا، ايقونات فداءٍ، قومًا صُلِبوا على مذبح استمرارنا أحياء. ماتوا عشراتِ آلاف، ونُكِبوا مئات آلاف، دونَ بدلٍ أو حساب غير أن نبقى!

فكم يهزل، اذًا، ويبخس إنْ احتسبنا ما نبادلهم به مِن ورقٍ وقماش وتراب. وأيّ خلاص يكون لنا إنْ أغفَلنا عنهم، صلاةً وافتقادًا وعطاء، خاصةً وقد صارت السماء سورًا لبيوتهم وسقفًا لها وأرضًا، واستحالت هياكلهم جلجلةً جديدةً نتوب الى الربّ المرفوع فيها، اليوم، مصلوبًا.

أبلغ الدروس لنا قد يكون أنّ أرملةً شابةً، غير ميسورة، قصدت أمس جهةً مسؤولة وقدّمت لتلك الهياكل ما تيسّر لديها من مال، دون طلبٍ أو حثٍّ من أحد عدا ما علمَتْ به، عبر الاعلام، عن مبادرة حركة الشبيبة الأرثوذكسية تفاعلاً مع نداء الكنيسة، على هذا الصعيد.

فكأنّي بالسيّدة، هذه، فهمَت أنّ توبتها يومَ "الإبن الشاطر" الى ملاحم الحبّ الوامضة من بين الركام، بعد الزلزال هناك، صارت هي شرايين العيش والحياة، وسبيلَ الاثراء بالخلاص. كأنّي بها فهمَت أن توبتها، عطاءً، الى المصلوبِ المرفوع في المصلوبين الجدد صارت هي عُشقها الجديد، واحياءَها لعيد الحبّ الأبديّ، في آن.

 


المشاركات الشائعة