مشروع ليلى و "الموسيقى الدهريّة"

رينيه أنطون - 12 آب 2019


في نشرة "الكرمة" الصادرة أمس الأحد، (نشرة رسميّة تصدر عن دار المطرانية في طرابلس والكورة) وفي سياق مقاربة المواقف التي أحاطَت بقضيّة "مشروع_ليلى" التي لا تستحقّ، برأيي، كلّ هذا الضجيج، آلَمني ما تضمَّنته مقالةٌ بعنوان "الموسيقى الدهرية".

فإلى حينِ بدء خاتِمَة المقالة، يُمكن وصف ما تضمَّنته بأنَّه توضيحٌ كنسيّ، مشروع، وقراءة اجتهاديّة لماهيّة دور الكنيسة، وكيفيَّتِه، في صون أبنائها وحفظِهم في الاستقامة مِن شرور الزمَن. ويَلفت في هذه القراءة الاستشهاد بأحدِ لاهوتيّي القرن العشرين والذي يُبرِز أهميّة، وفعالية، التربية على القِيَم والمعرفَة والارتقاء في هذا الصون، وليسَ الحجبَ والقهرَ وتعنيفَ الآخر.إلا أن ما هو مُستَغرَب ومؤلمٌ ومَرفوض ويتناقَض وروحيّة ما تقدَّم، هو أن تخلصَ المقالة الى توصيف بعضٍ مِن أبناء الكنيسة كـ"متعاون مع الشرّير ومكابر في الخطيئة!" لكونِ مواقفه تختلف ارتكازًا الى قراءةٍ اجتهاديَّةٍ أخرى.

لستُ هنا في معرض الدفاع الشخصيّ. فرأيي منشورٌ ومُعلّنٌ على الملأ، واختلافي مع خطوات بعض الأصدقاء ومضامين دفاعِهم عن الحرّية مدوَّنٌ في رسائل شخصيّة إلى العديد. لكنّ، ومن منطلق الأهمّ في هذا الشأن، وهو صون سلوك الكنيسة تجاهه بما يتوافَق مع تعليمِ الانجيل وتربيتها وفداء سيّدها، أرى ضرورةَ التراجع عن هذا الخطأ نظرًا لخطورته إذ يصبُّ في خانةِ التشكيك باخلاصِ أبناءٍ لايمانِهم، ويوحي بتَشجيعٍ رسميّ لتكفيريّة بَشِعَة تتنامى في وسطِنا الكنسيّ. هذا بغضّ النظر عمّا يمكن أن تكون قد حكَمت المقالة مِن نوايا. إنَّ القيِّمين على هذه النشرة مُطالَبون، برأيي، بهذا التراجع والتصحيح ترجمَةً لرعاية الكنيسة واحتضانها. وللمناسَبة، وتذكيرًا، لعلَّه آن أوان التجاوب مع ما سبقَ وتمَّت المطالبة به عشرات المرّات، ومِن العَشرات، بأن تحمل مقالات "الكرمة" توقيع كُتّابها كيّ لا تتحمَّل الكنيسة، رسميًّا، وزرَ ما قد تحمله بعض المقالات مِن عثرات أو آراء يُختَلَف عليها.

 

المشاركات الشائعة