الأخوّة

 رينيه أنطون - 22 كانون الأوّل 2023


الأخوّة تسكن حروف الإنجيل لأنّها تجلٍّ لإقرار كلّ من الأبناء في المسيح بنَقصِه وحاجته إلى الكمال بما في الآخر من إخلاصٍ وومضاتٍ للربّ فيه، ولكون هذا الاقرار هو أساس كلّ وداعةٍ وتواضع.

فالوداعة تتأسّس على عمقِ هذا الإقرار في الشخص، عمقِ هذا الوجه من وجوه الترفّع عن الذات وإخلائها، وليس على كلمةٍ تُكتَب أو طأطأة رأسٍ وانحناءةِ ظهرٍ. لا بل أجرؤ على القول إنّ المحبّة، إن شئناها طريقَ خلاص، تتأسّس فينا على هذا الإقرار لأنّ محبّته لنا تُرجِمَت "باخلائه الطوعيّ لذاته" تجسّدًا من أجلنا وفداءً لنا. فما مِن هويّة لنا، وما مِن نهضةٍ بنا، لا بل ما من ميلادٍ فينا، بغير هذه المحبّة المتخلّية، والحديث هنا، عمّا يملأ الذات من الاكتفاءِ بالأنا، لئلّا أقول من الانتفاخ، الذي قد يكون مُعَشعِشًا، دون أن ندري، في باطنِ كلّ منّا.

المشاركات الشائعة