المعزوفة اللبنانية

رينيه أنطون - 5 كانون الثاني 2020

 

"عقدة التمثيل السنّي...عقدة التمثيل الدرزي...عقدة التمثيل الكاثوليكيّ...عقدة الدور الشيعيّ...عقدة التمثيل المارونيّ"...ولا عقدة "أرثوذكسية".

حكى التاريخ أنَّ هذه العقد، إنْ رسخت، أنتجت موتًا وحروبًا، وإنْ حُلَّت أنتجت تفقيرًا وتفليسًا وجوعًا وأمراضًا وفسادًا ومحاصَصة ومعاناة...

فلا توهّم إذًا بأي حل غير سحق "الطائفيّ" في النُظم ليحيا "الوطنيّ". والثورة، أكانت لهذا الهدف تكون حقيقية، أما لغيره، ومهما سلمت النوايا والاهداف، فتكون تفصيلًا وعقدةً مضافة.

أما لما ليس من عقدة "أرثوذكسية"؟ 

قد يكمن الجواب في ان النبض الأرثوذكسي غالبًا ما يستطيب شهادة الكنيسة وحلاوتها على بشاعة الطائفة ومرورتها، ولا يستسِغ حدودًا

هذه قناعتي. أهذا ضدّ السائد؟ صحيح

لكنّه حقيقة أُستُشِفَّت من بيان المجمع المقدس بداية الحرب اللبنانية، وممّا طبَع أكثر الممارسة السياسية "الأرثوذكسية"، ومن مواقف معظم القادة الكنسيّين وآخرها مواقف غبطة البطريرك بالأمس، ويوم رأس السنة خصوصًا حينَ قالَ بـ "وطنٍ مُفرِح لأبنائه محرّر....من القيود المذهبية والطائفيّة التي لطالما كانت عائقًا أمام ما يتقدّم بلبنان ويصونه من التشنّجات والعثرات الكُبرى والأزمات".

أهذا ضدّ الموضوعية والمألوف وسط التسعير الطائفي والمذهبي في لبنان؟ ليَكُن. فهل ولادة اله في كهف جبليّ فيها من الموضوعية والمألوف؟ 

وهل أن مشهدَه مصلوبًا فيه من هذه أو تلك؟هل من قيامة بغير المرور بالصلب؟

 

 

المشاركات الشائعة