غيابُهم أقوى الحضور

رينيه أنطون 21 اذار 2016


رعيّتي الصغيرة!

أسّسها كبيران في كنيستي منذ عقود. أحدهما غادٓرها بُعيد تأسيسها لمهمّة كنسية أخرى، والآخر واكبٓ نموّها بخفرٍ طالما استهواه، وكلاهما يستريحان، منذ سنوات، في فيء قدميّ الربّ.

أما هي، رعيتي الصغيرة، فما زالت تختمر كما اشتٓهٓيا.

كنيستها تحلو. تحتضن الخشوع. تنتظم فيها الخدم. تحتشد بالمصلّين. ترتاح فيها بساطة الناس وحرّية الاطفال، تبتدع طرُق شركتها، وخادماها يتقدّمان في النعمة والخبرة.

من هم الكبار في كنيستي؟

هم الذين يودِعون نسلٓ الروح حيث يعبرون ويفيِّئون نموّه بظلّ الحريّة من حيث يحلّون. هم الذين موتهم لا يُبطل لهم فِعلًا، وغيابُهم يبقى أقوى الحضور.

فلا يقلقنّ أحدٌ، زمن الكبار لا يأفل. كلّ جماعة عٓبرٓها كبيرٌ صارت، بعبوره، كبيرًا يلد كبير.

 

 


المشاركات الشائعة