وعدٌ وإسم

رينيه أنطون - 17 شباط 2017

 

لكلّ منّا إسمٌ، به يُنادَى، وبه يُعرَّف وتُعرَّف سماتُه وحياته، وبهذا الاسم يعرفُه الله، وبه سيناديه، يوماً، للمثول أمام وجهه.

ومن الاسماء، اسم تلك التي تحتفل بذكرى انطلاقتها في اذار من كل عام، وتُعنَى بشأن الكنيسة والشباب فيها، وهو حركة الشبيبة الارثوذكسية.

هو إسم تلك التي بَنَتنا، وكثيرين، في الله، والتي ما زالت، زمن التفاهة والانحدار، تقودنا، أجيالًا، في قمم النهوض اليه.

إسمُها، منه اشتقّت أسماؤنا وأسماء عائلاتنا والكثيرين، لا بل منه اشتقّينا نحن في الجدّة على الرجاء.

هذه ليس إسمها أي اسم آخر، وليس فيه ما يُخجل ليُغيَّب بل كلّ ما فيه يزيدُ المرء قيمةً ونِعَمًا

هذه ليس في اسمها حروفًا تُقسَّم، وليس فيها ما يُجزَّأ. لا يُمكنك أن تشتهي جهودها وتمقت اسمها، ولا يُمكنك أن تُسحَر بانجازاتها وتحتقر أخطاءها. لا تستطيع أن تأخذ منها ما تشاء وتَدع ما تشاء. تأخذها كلّها أو تبني لكَ ما تشاء. وإن أنعم الروح عليكَ وأخذتها لكَ أن تُزيّن نفسك باسمها، ليس لأنك تُدرك أن ليس ما يمنع، أو لأنكَ تُدرك أن من يعمل يُخطئ وأن سعيها الدائم انما هو الى التوبة، بل لأن في اسمها همسة اله. همسةٌ طنّت، يوماً، في آذان تلامذة جدد لتطنّ أجراس الكنيسة متى يجب أن تطنّ.

بحرّيتك لكَ أن تأخذها أو لا تأخذها، وبحرّيتي لي أن أهديها، في عيدها، وعدًا. وعدٌ بإسمها محفورًا في الضمائر والتاريخ والاوراق، وعدٌ أن ما قبل عيدها ليس كما بعده، وعدٌ أن اسمها لن يغيب متى يجب أن يحضر وحيث يجب أن يحضر. هذا ليس لأن جمالاً فيه وفيها، فهي من أخبرتني أن ما من جمالٍ الا في الله ومنه، بل لأن بالهمس الالهي الذي في اسمها صرتُ أنا، بهذا الهمس وُجدتُ وصرتُ مشروعَ تائب.

 


المشاركات الشائعة