العامل الصديق

 

رينيه أنطون - 20 تمّوز 2022


رَنــا

إسمٌ يختصر الكثير. لم يغادر لساني يومًا لكونه الاسم الذي عُرِفَ به هذا الصديق العامل طيلة ٣٧ سنة من العمل برفقتي وعهدتي، قبلَ أن يغادر صباح اليوم لبنان عائدًا الى بلاده بسبب ما آلت اليه ظروف الوطن والعمل.

"رنا"، الذي عرَفَه الكثيرون من الأهل والأقرباء والرفاق والأصدقاء، هو إسمُ الوجهِ الباسم، والجبين المتعرّق، والجسد المتحرّك، الناشط، المسارِع الى مسابقة الزمن. هو اسمُ التفاني والانتاج والمهارة والذكاء والأمانة والشجاعة والغيرة  والاخلاص والوفاء.

هو إسمُ "زعيم" الفقراء الحالمين بنحتِ ما يزلزل أسس الفقر بسواقي العرَق.

ليس ذنبُ العُهّار، الفاسدين، من السياسيّين والمسؤولين في بلادي ما استباحوا به البلاد والعباد وحسب. ذنبُهم الأكبر أنهم استباحوا أحلام الفقراء، كسروا فرحَهم يومَ جعلوا من حقول عملهم، وبيوت طمأنينتهم، مرتعًا للجمود واليباس.

ولأنّ "رنا" لم يعتد الخمول، ولا الخنوع. لأنّه ثائرٌ صادق، أشدّ حبًّا للبلد من أبنائه، انتفَض بما أباحه له القانون. صرخَ بغصَّةٍ، عالجَ ألمه بدمعةٍ من ماءٍ وعرقٍ ودم، وأودعَ تاريخًا في سلّة ذكريات، وأهدى كلّ مَن عرفَ وزاملَ وعاشرَ ورافق السلام…وختَم أجملَ الحكايات.

 

المشاركات الشائعة