جورج عريرو

رينيه أنطون - 17 نيسان 2018


مُمَدَّدًا، كَمَلِكٍ، رُفِعت.

غريبٌ شأنُ هذا العالم، شأنُنا. فَيومَ أسكَنتَنا عينيكَ أهمَلناك، ويومَ سئمتَنـا صَدَّرناك.

أتذكُر جورج...ألم أهمس فيك، تلكَ اللحظة، أنّ الله سيَهبُكَ يومًا الأفضَل، ويُعطيكَ أن ترى ما لن نَرى؟ لعلَّكَ، الآن، شهدت.

كلُّنا يجهل ما الذي، اليومَ، حصل.

كنّا في بابلٍ جديد. بشرًا وفخّارًا عُجِنّا، معًا، في بلبالٍ قياميّ عَجيب، وخُبِزنـا في فرنِ النسوة حاملات الطيب.

صارت النارُ بنا كلمَتين، انطَلَقَتا من الأفواه شُهُبًـا وتشابَكت، خطوطًا، راسمةً المسيحَ القائم حاملاً إيّاكَ، ناهضًا. وثمّ كان ضياءٌ كشفَ لنا الفخّارةُ، وحدَها، في صَحن المكان. كشفها جرَّةً سامريّةً ملّت الصلابة، مَقَتت البرودة، ولفّها الحنين.

أرأيت جورج؟

ما معنى ما حدث؟ ما معنى أن تُدركَ أنت، ونَجهل نحن؟

معناه أن الله قالَ: خَدَمي في الأرض ملوكُها. بُسطاء القلب أمراؤها.

هذا ذكَّرني بكبيرٍ، راحلٍ، من كنيستي قالَ لي يومًا:

"نحن شعبٌ يفتّش في صفحات تاريخه عن قدّيسيه، في حينِ أنَّ قدّيسين يعيشون معنا، وهم أمامنا كلّ لحظة، ولا نراهم".

فامتَلئ من المسيح عزيزي، إشرَب من تلك الجرّة التي أبت أن يشرب منها بعد اليوم غيرُ أهل السماء، ودَعنا، نحن، في عطشنا الى انتفاخنا الفارغ وأنانا.

المسيح قام.

__________
* عضوٌ في فرع الميناء، تحلّى بالتواضع وروح الخدمة، امتهن صناعة الفخّأر، وتعرّض في منتصف العمر لموت فجائيّ.

       

المشاركات الشائعة