فجر 6 شباط

 رينيه أنطون – 16 شباط 2023


غدًا سيكتُب التاريخ هذا:

"في فجرِ ٦ شباط ٢٠٢٣، جنّت الأرض وانقلبت البيوت، فعلى صراخٌ وسادَ موت. لكنَّ أمومةً كانت، هناك، أقوى

كانت سيّدة أسمَتها السماءُ، بعدَ أن ولجَت نعيمها، أمَّ آية. هذه، نخَرت قوّة الزلزال في الأرض! دكّت ما ولدَه من أنقاض! دفَنت، في عزمها، ما خلّفه من ركام، أزاحت عن بابِ رحِمها حجرَ الموت، استحالَت طبيبًا وأمًّا في آن، صهرَت الألم بحرارة الصلاة وقذفتَ بآية إلى الحياة!

وبعد، بعدَ أن غسلَت وجهَ "آيتها" بالدموع، قالَت لها: يا ابنتي، هي، تلك، السيّدة مريم، أمُّكِ، وكانَ أن تمَّ الفداء وأسلَمت أمُّ آية الروح.

حينها، وحيثُ كانَ بيت آية وصارت، الآن، الأرضَ جرداء، تزلزلت الصخور ثانيةً، تشقّقت الأرض وعلَت منها، هذه المرّة، الحياة. نبتَت مكان الدار ستةَ سنابل حبّ لتصيرَ مِن عُشبِ السماء، لآية، بيتَ صلاة، خيمةً تأويها، تُظلّلها بفيء الملكوت، تحميها من هزّات الدنيا، تصونها من زلازل الأرض، ولتكونَ هناك علامةً لانتصار الحياة".


_________
آية، إسمٌ أطلقه طاقم المستشفى على طفلة تمّ انقاذها، ولدتها أمّها قبل ان تموت تحت انقاض منزلها في بلدة بريف حلب. وقد انتشلها عمال الانقاذ من حيث كانت لا تزال مرتبطة، بعد، "بالحبل السرّي". وقد رحلَت عائلتها، جميعًا، والدها ووالدتها واخوتها الأربعة الزلزال.
 

 


المشاركات الشائعة