حديث الأمين العام إلى المؤتمر الحركيّ 2022

رينيه أنطون - المؤتمر 52


ارتأيتُ ألاّ أُعدّ تقريرًا خطّيًّا إلى المؤتمر. أوّلاً لكَون كلّ الخطوات التنفيذيّة التي قُمنا بها شملها تقرير أمانة السرّ التنفيذيّة، وثانيًا لكونه قد قيل الكثير سابقًا في تقارير خطّيّة متعدّدة تتعلّق بتقييم الحياة الحركيّة بتألّقها وتعثّرها، وثالثًا لتكون هذه الجلسة مناسبة لحوارٍ عميق من القلب حول كلّ ما نراه يُلهِم الأمين العام الجديد، والأمانة العامّة الجديدة، كأولويّة اهتمامٍ ومقاربة.

ولمناسبة الحديث عمّا سبق وقيل في حياة الحركة، أدعو إلى حثّ شباب الحركة وشابّاتها على الاطّلاع على تراث الحركة المكتوب، المتعدّد الصُّعُد، خاصّةً منه المؤتمرات الحركيّة بكلّ ما جاء فيها من تقارير وأوراق ومقرّرات، ليعرفوا ماهيّة حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. (خاصّةً أن قسمًا منه لا بأس به منشور على صفحتنا الالكترونية). ودونَ هذا الاطّلاع لن يعرفوا الحركة.

سأتوقّف اليوم عند عناوين ثلاث، ارتأيتُ أنّها أهمّ ما قد يواجهنا من انعكاسات الظروف الصعبة والتحدّيات دون أن أدّعي امتلاك الإجابة الصحيحة عنها، وإنّما أطرحها لمقاربتها كمواضيع لحوارنا اليوم:


الوحدة الحركيّة

لن أتحدّث عن مفاهيمها وماهيّتها، وإنّما عن واقعنا إزاءها.

لا شكّ أنّنا كلّنا شغوفون بالوحدة وساعون لها، ونتعب لنتحسّسها، وأكثر ما نتحسّسها فيه، ونغذّيها به، كما اختبرنا، هو لقاءاتنا المشتركة العابرة للمحلّيات. إلّا أنّ ما اختبرناه أيضًا أنّ هاجس الوحدة فينا يبرد ويحتجب خلفَ محلّياتنا كلّما شحّت لقاءاتُنا المشتركة أو تباعدت.

اليوم، ودون أدنى شكّ، إنّ الظروف الاقتصادية المتفاقمة شيئًا فشيئًا، وتنامي التكاليف من نقلٍ وغيره بشكلٍ كبير، ستُعيق القدرة على انعقاد هذه اللّقاءات المشتركة بوتيرتها وكثافتها المرجوّة، ناهيك عن الوضع الوبائيّ. هو أمرٌ يلفتنا إلى ما يقتضيه، كبدلٍ، من المسؤولين المحلّيّين، رؤساء مراكز وفروع ومرشدين مِنْ مسؤوليّة خاصّة وأساسيّة، وهي كالانتقال الفعليّ من التعاطي مع موضوع الوحدة الحركيّة كمسلَّمٍ نظريٍّ في الضمائر إلى مشروعٍ شخصيٍّ أولويّ وفعليّ يُعمَل على تأسيس الحركيّين الدائم عليه، والصونِ المستمرّ له.

كيف؟ لن أكرّر السبل وقد ردّدتها مئات المرّات. وإنّما أذكر بشكل خاصّ أنّ أهمّ ما يُرجى من الكلّ هو الحفاظ على متطلّبَين أساسيَّين، لا حضور للوحدة دونهما، قبل أيّ شأنٍ آخر:

الأوّل، وبدأ يتعرّض لاهتزاز لافت، هو قبول "الألوان" الحركيّة بعضها لبعض، وانفتاحها بعضها على بعض، دون أيّ تشكيكٍ بإخلاص لونٍ منها، أو شخصٍ، أيًّا كانت الأخطاء. فكما الحركة في الكنيسة هي لونٌ من ألوان اللوحة الكنسيّة يُخطئ ويصيب، فإنّ أفكارنا وآراءنا المتوافقة والمتباينة والمتعدّدة هي الألوان التي بها تتشكّل اللوحة الحركيّة، وتُخطئ وتصيب. قطعًا، ليس من "كليشهات" حركيّة جاهزة تُحدّد من هو الشخص الحركيّ ومن هي الحركيّة. الإخلاص للإنجيل وسلامة الإيمان والعقيدة هو السقف الذي نسرح تحته بآرائنا وأفكارنا. نلاحظ مزايا كلٍّ منّا، نواجه بعضنا البعض بالأخطاء وربّما "بالخطايا"، وإنّما دون التأسيس على تشكيكٍ وتخوين، ودون أن يقودنا انفعالٌ و"غضبٌ" إلى الوقوع نحن أيضًا في ما نعتبره أخطاءً لهذا أو "خطيئةً" لذاك.

فسقف ربّنا، وسبل الارتقاء إليه، أعلى وأرحب بكثير من كلّ محدوديّةٍ لعقولنا وآرائنا. المسيح ليس خاصّة أيّ منّا فقط. كلّ منّا هو، على الرجاء، خاصّة المسيح فقط. الأمر يختلف والفرق شاسع بين المفهومَين.

أقول دائمًا، مثالاً، أنّ الحركة هي رمزيًّا "حركة الياس مرقص وكوستي بندلي".

ماذا أعني في هذا القول؟ التنوّع.

في مطلع شبابي، وفي أحد المؤتمرات الحركيّة التي عُقدت في مدرسة مار الياس – الميناء، وشاركت بها، طرحَ الأخ كوستي، تعليقًا على حالة واقعيّة استثنائيّة كانت قائمة في فرع الميناء آنذاك، رأيًا يقضي بإمكان أن يكتسب شخصٌ غير أرثوذكسيّ وغير مسيحيّ، العضوية الحركيّة لأنّ هذه العضويّة، برأيه، لا تقتضي المرور بعضويّة الكنيسة لكون فعل الروح القدس لا يُحصَر بجدران الكنائس والمؤمنين فيها.

طبعًا لم يُقبَل هذا الطرح من المؤتمر، وأثار جدلاً "عنيفًا"، ولم يُقبَل من قِبَل كثيرين من "آباء" الحركة، وحتى من معظم من تتلمذوا للمسيح على يد الأخ كوستي. لكن بقي الأخ كوستي على قناعته، ورقدَ، رمزًا حركيًّا ومعلّمًا كبيرًا للجميع يستشهد به المطران جورج والأب الياس، ويستشهد هو بهما.

فالحركة هي حركة كلّ الطاقات المؤمنة إنْ شاءت أن تكون في صفوفها، وتحتاجها كلّها، شرط تكامل دور كلّ من هذه الطاقات مع الجماعة، وانسجام دوره ودورها من خلال مَن انتدبتهم الجماعة ممثّلين لها، ودون التفلّت ممّا اعتمدته الجماعة من أطرٍ وقواعدٍ ومطلات.

الثاني، هو اختصار المسافات وردم الهوّة على صعيد الوعي والرؤية والفكر والهواجس والأولويّات والاهتمامات بين شرائح الجسم الحركيّ، وخاصّةً بين "القيادة" و"القاعدة" إذا جاز مجازًا التعبير.

ودعوني هنا أؤكّد، في هذا السياق وما سبق، على مركزيّة الحوار المباشَر الذي اتفقنا عليه بين الأمانة العامة عبر الأمين العام، أو من ينتدبه، وبين الشرائح الحركيّة، وعلى مسؤوليّة جميع رؤساء المراكز في تسهيل هذا الحوار كأحد أقصر الطرق إلى ورشة الردم هذه. هذا التسهيل، ما لم أكن مخطئًا، لم ألحظ حماسًا له في أكثر من مناسبة حين طُرح الأمر من قبل بعض الأخوة سابقًا ومؤخّرًا.

وهنا أُوضح أمرًا ضروريًّا هو أنّ ما بادرتُ إليه من تعيين أمناء عامّين مساعدين خصّيصًا لهذه الغاية، إنّما هَدَفَ إلى استبدال أو استكمال أو إضافة سبيل من السّبل المساعِدة على تحقيق هذا الهدف. السّبل التي كان منها ما أُطلِق في سنوات مسؤوليّتي الأولى كأمين عام إلى جانب الحلقات الإرشاديّة والدراسيّة التي كانت قائمة حينها، كالفرق المركزيّة واللّقاء المركزيّ حول مُختبرين، وورشة الهويّة النهضويّة، ومشاركة شرائح جامعيّة في المؤتمرات العامّة ومحاولات أخرى. هذه كلّها وُجدت لا كغاية ولا لتكون عامل شرذمة أو خاصّةً بأحد، وإنّما كسبل مركزيّة إلى تمتين تواصلنا ووحدتنا وكشف رؤيتنا لبعض وتنمية وعينا وثقافتنا الإيمانيّة والنهضويّة.


الترجمات الشهاديّة الاجتماعية لتربيتنا الحركيّة

نحن لم نُوجَد لنبقى كيفما كان وأيًّا كان الثمن. نحن وُجدنا لنبقى على ما أَوْجَدنا عليه الله.

لقد نشأتُ على أنّ الحركة تؤسِّس وتبني الشخص في المسيح، في فكر المسيح وفضائله ورؤى إنجيله، وتُطْلِقه في رحاب الكنيسة والعالم ليشهدَ حيث ينوجد في هذه الرحاب، ويكون عامل نهوضٍ فيها. وبهذا تنتقل عدوى النهضة إلى مؤمني الكنيسة، والتغيير إلى حياتها، وبهذا يصير كلّ حركيّ عاملاً في نهضة كنيسته وشاهدًا لربّه في صُعد مجتمعه والعالم. وطأةُ الزمن على الحركة انحرفت بنا عن هذا الطريق بعض الشيء.

اليوم نحن "نشهد" منفردين في أطرنا وأمام مرآتنا. حضورنا في الصُّعُد الرعائيّة في أماكن كثيرة يكاد ينعدم أو يستحيل شكلاً واجبًا دون إيلائه الاهتمام المنشود. حضورنا في الصُّعُد المجتمعيّة والاجتماعيّة عامّةً مفقود. أنشطتنا الثقافيّة نقيمها لذواتنا. عملنا الاجتماعيّ، محليًّا ومركزيًّا، يتمأسس حتى يكاد يفقد هويّته كفعلِ محبّة شخصيّ، شخصيّ أوّلاً وأساسًا.

وهنا أتوقّف عند ما بات تحدّيًا كبيرًا لنا، وهو أن نحدّ من انجرافنا نحو الهيئات والجهات المانحة، الدوليّة منها والمحلّيّة، المؤسّساتيّة منها والشخصيّة.

السبب الأول، وأرجو أن أُفْهَمَ جيّدًا في هذا الموضوع، وبعيدًا عن مستوصفاتنا القائمة وحاجاتها. إنّ متطلّبات العمل والهيئات المانحة ليست من "اختصاصنا"، والأهداف الاجتماعيّة لهذه الهيئات هي غير أهدافنا الأساسيّة والأولى، ما يُغرق الحركة في هويّةٍ ليست هويّتها، وينجرف بها كجماعة، أو ببعض أعضائها، إلى ما يشغلها عن الأساس بما ليس من شأنها. وهذه حقيقة قائمة.

نحن نحفّز أعضاء الحركة على فعل المحبّة الشخصيّ، وتطرية القلوب وبلسمة جراح المحتاجين بمشاركتهم ورعايتهم، ولا نمتهن إطلاق المشاريع الاجتماعيّة والتنمويّة. ونحفّزهم كذلك على إعلاء شأن الحسّ الاجتماعيّ فيهم وترجمته، عمليًّا، حيث يرونه مناسبًا في المؤسّسات المحيطة المختصّة، أو في إطلاق ما يشاؤونه هم من مؤسّسات لهذه الغاية إن شاؤوا.

السبب الثاني، القلق والخوف من أن يدفعنا هذا الانجراف إلى استسهال الحصول على الأموال واعتياد التصرّف بها بغضّ النظر عمّا يُنشَد دائمًا منّا من آلياتٍ ودقّة وغايات ومشاريع. ولا أقصد بهذا أيّ تشكيك لا سمح الله لناحية الأمانة الماليّة بأيّ فرع أو مركز أو أخ. وإنّما هذا الاستسهال، هو حقيقة عايشناها، مركزيًّا وإفراديًّا، وعاينّاها تدفع البعض أحيانًا إلى التنازل عن ثوابتَ حركيّة إرضاءً لهذا المانح أو ذاك، ويبقى خطرًا قائمًا وقريبًا منّا يواجهنا.


الصوت النبويّ ووسائل التواصل

يطرح بعض الأخوة من حين إلى آخر موضوع "العودة بالحركة إلى صوتها النبويّ". وبحكم سيادة هاجس التواصل الاجتماعيّ على الأذهان، يجنح البعض إلى ربط هذه العودة بإطلالاتٍ "بهذا الصوت" على وسائل التواصل أو عبر مجلّة النّور أو غيرها.

دعونا نتصارح حول "هذه المعزوفة". توحي كلمة العودة بشأنٍ كان قائمًا قبلاً.

في مقارنةٍ ضميريّة موضوعيّة على هذا الصعيد ما بين الأمس البعيد والأمس القريب واليوم، لم أجد في تراث الحركة المكتوب، وإطلالات قادتها ما انوجد في زمنٍ حركيٍّ ما ولم ينوجد في زمنٍ آخر. كما لم أجد أن مجلّة النّور قد قاربت يومًا موضوعًا كنسيًّا واحدًا، بغير الرؤية الكنسيّة له، والتعالي عن التفاصيل والمساس بالأشخاص. ولم أجد ما يوحي أن الحركة تقارب مواضيع الكنيسة من منظار أنّها "بعبع" ضابط لمسار الحياة الكنسيّة. هذا "البعبع" لم ألحظه في مكان، أكانَ في النشر أو الطرح أو الكلمات في المناسبات الحركيّة. وحتى الإشادات بهذا المطران أو ذاك، أو بهذا البطريرك أو ذاك، إن وُجِدَت، فأراها وُجِدَت في الأزمنة الحركيّة كلّها، ووفقًا للظروف وبتقلّبات عديدة.

إن كان المقصود "بالصوت النبويّ" الدعوة للعودة بالإيمان إلى مركزيّته في حياة الشخص، وبالكتاب المقدّس إلى يوميّاته، وبالتزام الأسرار إلى مكانتها فيه، وبالشهادة للمسيح إلى أولويّاته، فهذا سعي الحركة الدائم في كلّ الأزمنة وباختلاف بعض الوسائل.

إن كان المقصود أن تدعو الحركة إلى أن تكون حياة الكنيسة على بهاء سيّدها، فلم تتوقّف هذه الدعوة، ولم تختلف سبلها ولغتها وأساليبها المتعالية فوق التجريح والتشهير والأشخاص، بالأمس عن اليوم، رغم ما مرَّ بالأمس البعيد والقريب من أسوأ ما ينتهك هذا البهاء في حياة الكنيسة.

أمّا إن كان المقصود تأثير الحركة في "القرار" الكنسيّ و"المؤسّسة" الكنسيّة، فالحقيقة، في تقييمي الشخصيّ، أنّ هذا التأثير لم ينوجد بشكلٍ فاعلٍ مغيِّرٍ يومًا إلاّ عبر "حضور" المطران جورج خضر غداة دخوله المجمع المقدّس، وفي المجمع، ومعه بشكل تدريجيّ بعض المطارنة الآخرين، كالمطران يوحنا منصور والمطران الياس عودة والمطران بولس بندلي وغيرهم. وكلّما خفتَ هذا الحضور كان أن خفتَ هذا التأثير إلى أقصى ما يُمكن. خارج هذا، أذكر كمّ من الأوراق والمشاريع والطروحات قُدِّمَت من قِبل الحركة وحركيّين إلى المجمع والرئاسات وأُهْمِلَت كأنَّ شيئًا لم يكن.

وما يجب أن يُعرَف أيضًا أنّ هذا "التأثير" قد ارتبطَ، كذلك، بما يحكم العلاقة بين البطريرك والمطران جورج خضر أو غيره من المطارنة الحركيّين المؤثّرين. وما شهدته الحركة (كحركة) من تهميشٍ على هذا الصعيد في العقدَين الأخيرَين من عهد المثلّث الرحمات البطريرك أغناطيوس هزيم خير دليل، وبعض هذا الارتباط عايشته شخصيًّا في تلك المرحلة وبشكل نافر. طبعًا لا يُغفَل بعض التأثير الشخصيّ الضيّق لما جمع هذا أو ذاك من قادة الحركة مع هذا أو ذاك من البطاركة والمطارنة، وهو شأنٌ لا يُحصَر بزمن. ولا يُغفَل أن تأثير الحركة في أعضائها، وليس في القرار الكنسيّ، هو ما ساهم بتغيير "الوجه الإكليريكيّ" للكنيسة.

حتّى وإن شئنا أن نذكر موضوع إسقاط "مشروع الهيئة المدنية"، كمثال مختلف، فالأمانة تقتضي أن نذكر معه أن رفض هذا المشروع شاركتنا فيه مجموعات كبيرة من المطارنة والرهبان وشرائح أخرى "متضرِّرة" من المؤمنين، دون إغفال الدور المركزيّ الذي لعبته الحركة عبر أمينها العامّ الأخ ابراهيم رزق يومها بالجمع والتنسيق وإخراج الموقف.

ما أقصد قوله، اختصارًا، هو أنّ ما نُدعى إليه اليوم، وما هو جارٍ اليوم، هو ما اعتادت الحركة أن تُدعى إليه دائمًا، وما اعتمدته من سبل. هو مقاربة كلّ القضايا المرتبطة بحياة الكنيسة والإضاءة عليها ومتابعتها عبر القنوات المباشرة وغير المباشرة، وكقضايا أوّلاً، وليس كحالات شخصيّة، وبالرؤية الكنسيّة ولغة الأبناء وارتقاء الأبناء ووسائل الأبناء ثانيًا. الوسائل التي نرى أنّ بها نتوجّه إلى المؤمنين المهتمّين والمعنيّين بحياة الكنيسة، إكليريكيّين وعلمانيّين، وليس تلك الفايسبوكيّة الشعبويّة، أو ما يشابهها، وإنْ أمسَت مطلّ العصر، والتي تجعل من الكنيسة وقضاياها وسائل كسبٍ شخصيّ لإعجاب الناس وليس غايةً لإرضاء الله.

لا نختلف أن كثيرة هي القضايا والعناوين التي تتطلّب من الكنيسة تحقيقها وتنفيذها وتُسأَل الحركة عن الدّفع باتّجاهها. التحدّي هو كيف نبتدع من الواقع الكنسيّ المُعاش السبل الفاعلة والنافعة، وأقصر الطرق المشروعة، إلى النتائج دونَ أن نكون مأسورين لأسلوب وسبيل ومزاج وخلطٍ بين البُعد الشخصيّ والبُعد الشهاديّ، ودون انحدار إلى ما دون الهويّة الإنجيليّة.

أمّا "الصوت النبويّ"، فيصدح بشكلٍ طبيعيّ من مسارٍ نبويّ، وليس من حنجرةٍ أو قلمٍ أو "بوست". هذا المسار لم ولا يتوقّف سعي الحركة إلى سلوكه لأنّها، أمس واليوم وغدًا، شَخَصَت وتشخص إليه كمرتجى لحياتها ومسيرتها وليس كمسار محقَّق قائم فيها.

والسلام.

المشاركات الشائعة