الشخص والجماعة

رينيه أنطون - 2020

لا يصحّ أن نتساءل، في سياق هذا العنوان:

أين الحقيقة أو أين المسيح.

في المسيحية، لدينا وجه الشخص ووجه الجماعة. كلاهما أساسيّان. ونظرتنا إلى الجماعة لا تنفصل عن نظرتنا الى الجسدِ الواحد المكوَّن من أعضاءٍ مختلفة والتي لكلّ منها دوره.

فالجماعة توجد وتُبنى بالشخص، وليسَ بطمسِه أو سحقِه. والشخص لا يُبنى ويتحدَّى ذاتَه ومحدوديّتَه وشخصانيّته وأناه، لينمو في المسيح، إلا في إطارِ الجماعة.

ولكون كلّ منهما عاملاً أساسيًّا مكوِّنًا للآخر في المسيح، يكتسب الشخص مكانةً متقدّمة في ضمير الجماعة، وتكتسب الجماعة مكانة متصدّرة في ضمير الشخص.

صدارةُ المكانة، هذه، هي ما تصون جدلية العلاقة بينهما وتحفظ استقامتها، وتُبقي كلًّا منهما في توثّب عميق الى الآخر لتضيق فسحات الاختلاف بينهما وتنحَجِب، بأيّ حال، إمكانية أن يسلك الشخص بما يؤذي الجماعة أو أن تسلك الجماعة بما يؤذي الشخص.

الخللُ هو في أن تتزعزع هذه المكانة  ويستسهل أيٌّ منهما السلوك المؤذي للآخر

ولذلك، فالتساؤل المهمّ الذي يُطرَح علينا هو: هل مكانة الجماعة، في ضميري، هي في موقعها المتصدّر السليم؟ وهل مكانة الشخص في ضميرنا، كجماعة، هي حيث يجب؟

أما أين تكمن الحقيقة؟ فالجواب على هذا السؤال إنمّا يخضع لكل ظرف. نحنُ كنيسةٌ مجمعية، وكنيسةٌ أنجبت القديس مكسيموس المعترف، في آن.

 

  

المشاركات الشائعة