لما لا نهزّ الجمود

رينيه أنطون -  22 نيسان   


قبلَ أيّ شأن...

كلّ الدعاء لكيّ يُلهِم الروح القدس أبينا البطريرك يوحنّا العاشر والسادة المطارنة أعضاء المجمع المقدّس الى ما فيه خير كنيسة الربّ في أنطاكية.

بين حينٍ وحين، ووسطَ أزمات الكنيسة ومفاصل حياتها الكُبرى، أراني أعود الى ما يلي:

ما لم يَنْوَجد هاجسُ المشاركة، بمَكانته الانجيلية المواهبية، في ضمائر الرعـاة لن تَمتدَّ أطر الشورى في حياة الكنيسة

فَخوفي ألا يكون تغييبُ هذه الأطر سنوات وسنوات تقصيرًا في تنفيذ القوانين وحسب بل، أيضًا، ارتياحًا الى الحال وخَلَلاً مواهبيًّا.

في كلّ الأحوال، الخَللُ والتقصير لا يُشرِّعان الواقع. وحال الكنيسة ليسَت على ما يرام. المفاهيم الايمانية تَجنح، المَتحفية تطغو، الحجر يهزم البشر، التَكفير يعلو، الطهرُ يتألّم، الاستياءُ يزيد، المَشهد الصلاتي يشيخ والطَعَرات التقسيمية في وحدة الجسد، كالطفيليات، تنتشر وتتكاثَر

الله يتأفّف، وعلى هذا كلّه سيسألُ المُكَلَّفين. فالأوان آن

لمَ لا نبادر وننفّذ القوانين؟ 

لمَ لا نسمعُ صوت الروح في الإبن الشريك؟ 

لمَ لا نثمّن جُهدَ بعضنا وتَعَبه ونسألَ، مثالاً وليس حصرًا، عن قرارات المؤتمر الانطاكيّ؟ 

لمَ لا نُطلِق الورش؟ 

لمَ لا نهزّ الجمود؟ 

لمَ لا نكسر التكلّس؟ 

لمَ لا يفرح عضوٌ بانجاز رأسٍ وابداع عضوٍ.

لمَ لا نَكشف الحياةَ في الجسد...

إنَّ انتخابَ أساقفةٍ على قلب الله ليسَ انجازًا أو منّة بل أقلّ الواجب هوَ. فالربّ لا يُمَنَّن بالفضائلِ في كنيسته، ونحن، الضعفاء، أكثر مَن يحتاج لقائدٍ يقودُنا فيها

هي خطوةٌ تُفرِح إنّما يجب ألا تُنسينا بعدَ اليوم، كما فَعَلَت في الأمس البعيد، الطريقَ الأهمّ. وهوَ أننّا، سويّةً شعبًا ورعاة، مسؤولون عن معاينةِ الكنيسة تنبض، كلّها، بقلبِ الله

هذا ليسَ لأننا نهوى لغة الحقوق التي يتقّنها الأغبياءُ في شؤون الربّ، وإنّما لأننا نعشق لغة التكامل في الحبّ التي نَطقَ بها جسدُه ممدَّدًا على الصليب.

  

   

المشاركات الشائعة