كلمــة - اللقــــاء المركـزي

رينيه أنطون -   2008


سُئل معلّمنا الكبير الأخ كوستي بندلي، مؤخّرًا ، عن سبب تفاوت مستوى تأثير  الحركة في الأشخاص  الملحوظ حتى لدى إخوة نموا معًا في محلة واحدة و فرع واحد وكنف مرشد واحد وربمّا تلقّوا تعليمًا واحدًا؟  فأجاب  بكلمات  قليلة "إنّه سرّ الحريّـة". هذه الحريّة التي اختصرها الربّ بقوله: "إني أقف على الباب وأقرع، إن فتح لي أحد أدخل وأتعشى معه، وهو معي"، والتي، بها، ننطلق لنجيب المسيح على دعوته. فإما أن نفتح الباب وندخل في حوار كيانيّ معه، وإما أن نتعامل مع هذه الدعوة بشكل سطحيّ انتقائي وإما أن نرفضها بالمطلق.

لهذا أشكر الله  اليوم ليس على هذا اللقاء فحسب.  هذا اللقاء سيُسهم، بالتأكيد، في عجن الأسماء، في عقولنا وقلوبنا، بالوجوه لتتجلّى صورة الأشخاص في ضمائرنا  بشكل أوضح، وسيعمّق المعرفة ووجوه الشركة بيننا لتزيد حياتنا كجماعة وتنمو. لكن أشكره، أيضًا، على ما يدلّ عليه اشتراككم  في هذا اللقاء  واللقاءات التي سبقت، وبالأخصّ على ما يدلّ عليه انتماؤكم الجدّي الى هذه الحركـة، وهو كونكم، كشباب حركيّ، قد أحسنتم ، بفعل الهام الربّ لكم ونعمه عليكم، التعامل والحرية الموهوبة لكم واخترتم الطريق الأفضل والأفعل، طريق  الالتزام بيسوع المسيح الذي هو طريق الخلاص.

 

الحركة والرؤية النهضويّة

أنا لا أقول أنكم اخترتم الطريق الأسهل، لأنّ طريق الالتزام هو دائمًا، بمنظارنا البشري،  الطريق الأصعب. وهذا ما يؤكّده أننا كثيرًا ما نشعر، بسبب ضعف بشريتنا، بهذه الصعوبة  ونشتهي، أحيانًا، لحظات راحة من الجهاد ضد المغريات ومن وجوه الالتزام في حياتنا. لكنّ  الأمر الذي  يثُبّتنا في هذا الطريق ويقوّينا هو انّه كّلما استحضرنا قضية يسوع المسيح أمامنا، وتأملنا في محبّته لنا  المكلّلة بالفداء، وفي رحابتها ووسعها، وعرفنا أن كلّ الجمالات التي نعيشها هي من فعلها وتأثيرهـا وتعابيرها في وجوه حياتنا، وتحسّسنا روعة هذه الجمالات وتمايزها، والتي منهـا هذه الجماعة الحركية وما كُشف لنا عبرها ونعيشه في رحابها من غنى في الاخلاص والعطاء والشراكة، كلّما تأكّدنا أن ما  نشتهيه، في لحظات ضعفنا،  ما هو إلا الميوعة والتفاهة وما يُفرغ انسانيتنا من الآفاق التي ترتقي بها فوق أن تختصّ بأنواع الأكل والشرب والملبس والجنس الرخيص والأهواء ومظاهر الاستهلاك المختلفة ويشدّها للاستسلام الى تسلّط الأهواء،  لنفقد، حينها، فرادتنا والخلاص.

هذا ما يوضح لنا أن أهمّ ما يعنيه انتماؤنا  الى حركة الشبيبة الأرثوذكسية هو أننا ننتمي الى رؤية تقوم على المحبّة، أي تؤسَّس عليها، لكون منبع  الحالة الحركية، وكما يعبّر المؤسسون كثيرًا، هو التحسّس بمحبة الله الهائلة هذه.  ولأن الله هو من "أحبّنا أولًا"، كانت قُبلة رؤيتنا وغايتها مبادلته هذا الحبّ.  وهذا ما يوضح لنا أن انتماءنا الى الحركة هو انتماء الى ورشة بناءٍ للشخص والجماعة، تعاضدية شركوية،  تهدف الى تحريرنا من تسلّط الخطيئة واخراجنا من حال الفراغ باتجاه أن نملأ ذواتنا بيسوع المسيح.  ولأن المسيح هو ألفها وياؤها  تلتصق الحالة الحركية  بجسده، أي بالكنيسة، لا بل تنبثق منها لتتحلّى بمدى الكنيسة الأنطاكي والكونيّ وتطال آفاقـها وامتدادتها  كلّ وجه وشأن من شؤون الحياة، لأن الكون، بأكمله، وبكلّ وجوهه وشؤونه، يخصّ يسوع المسيح، والحالة الحركية هي منه وله. 

هذه هي مفاهيم انتمائنا الحركيّ وأبعاده  التي لا يمكن أن نسلك في حياتنا الحركية أو ننظر اليها أو نقيّمها أو نحكم على وجوهها بغير الارتكاز والقياس عليها. فبغير  القياس على هذه الأبعاد لا نكون أمناء للرؤية الحركية الأصيلة بل  أتباع رؤية غريبة مشوّهة قادتنا اليها أسباب عدّة.

  

التربية الحركيّة والارشاد

أيها الأحبة، اذا شئت، اليوم، أن أتخطّى ذكر الومضات المنيرة الكثيرة الملحوظة جدًا في حياة كلّ منكم وفي حياتنا كجماعة والتي تعكس المسيح للناس بأبهى صورة فإنما هذا لايماني الراسخ أنها من فعل الله من خلالكم وبهدف توفير الوقت والاستفادة منه للتقدّم بمسيرتنا الى الأمام. ذلك لكوني أرغب في التأمّل ببعض ما تبرزه مفاهيم انتمائنا الحركيّ هذه من ثغرات في مسيرتنا منطلقًا، كذلك، مما أوحته لي اجاباتكم على الاستمارة التي وُضعت تحضيرًا لهذا اللقاء.  ألحظ أن صفوفنا الحركية يعتريها اليوم ما يلي:

ضعف اهتمام  وحضور وتأثير ثقافي واجتماعي مقرون بغربة عميقة عما يحيط بنا من قضايا وهموم، حتى منها الهموم الكنسية والرعائية.

ضعف في المعرفة الدينية وبعض الضعف في وجوه التزام حياة الكنيسة.

غياب المفهوم السليم للكنيسة - كجماعة شعب الله – لدى شريحة وافرة من شبابنا وعدم وضوح دور الاكليريكي والعلماني فيها  لديهم.

صعوبات في العلاقات الداخلية في بعض الفروع والمراكز، تتجلّى خصوصًا ما بين العضو والمسؤول، والمسؤول الأكبر ومن دونه مسؤولية، وبين شرائح حركية بسبب اختلاف الرؤى أو تعدّد المرجعيات والآباء الروحيين.

تفاوت لا يستهان به في الهواجس والاهتمامات، خصوصًا بين الأمانة العامة والحركيين في المراكز والفروع.

هذه الثغرات أنسبها، إضافة الى الضعفات الشخصية،  الى أسباب ثلاث  تشكّل، بنظري، أهمّ الثغرات وهي: الخلل الارشادي، الجهل بهوية الحركة والتقليدية التي تعطّل روح المبادرة. وأرى أنه إن عولجت هذه الأسباب انحسرت وجوه الضعف في حياتنا الحركية الى حدّ بعيد. فمظاهر الخلل الارشادي لدينا، وإن تكرّر كلامي بشأنها، نلحظها في تقزيم دور المرشد من مرافق لأعضاء فرقته، حاضر بكثافة في وجوه حياتهم ومؤثّر فيها، مساهم في بنيانهم، يتحلّى بالسمات التي تطبع شخصيته بالخبرة الحركية والنهوض الايماني وسعة الاهتمامات والافاق البشارية والانتقال به الى مجرّد محاضر، ملقّن، مواكب لبحث موضوع ما وليس للأشخاص، غريب هو أيضًا، في معظم الأحيان، عن هموم الحركة والكنيسة. باختصار إن مظهر الخلل الارشادي يتجلّى في غياب أثر التلمذة في الحركة أو  في ضعفه.

في رؤيتي أن الأسباب التي قادتنا، في بعض الأماكن، الى هذه الحال، هي أسباب  تاريخية أهمّها سرعة الانتشار الحركيّ وامتداده الكبير دون استعداد أو تأهيل كافٍ وضعف التواصل لفترة طويلة من الوقت. غير أن المراوحة في عدم معالجة هذا الشأن سببها هو التقليدية التي سبق وتحدّثت عنها، والتي تمنع على المسؤولين الحركيين أن يتخطّوا القنوات المعتادة والأطر والأشكال القائمة وفعل ما يلزم لأجل أن تبقى الروح، لا الشكل، فاعلة ومتألّقة دائمًا. ولطالما تساءلت ما الذي يمنع أن نبني  فرقنا الحركية، في المراكز والفروع، على حجم ووتيرة ما لدينا من مرشدين مختبرين غير هذه التقليدية الثقيلة. وهنا ألفت الى أن من الأهداف التي نرتجيها من لقاءات المرشدين التي ننظّمها وتأسيس الفرق المركزية  المساهمة في بناء هذا المرشد عبر المواكبة المكثّفة للأشخاص وغرس الافاق البشارية الرحبة في نفوس الحركيين والتعريف بهوية الحركة كما هي في أصالتها. وهذه المساهمة هي ما سيحكم رؤيتنا لهذه الفرق مستقبلًا بغض النظر عن إمكان نجاحنا أو فشلنا.

أنا لا أدّع أن عبر الارشاد  السليم فقط يمكننا أن نكتسب أصالة الهوية الحركية ونتحلّى بها. هذه الأصالة، وإن كنّا نراها مجسّدة بوجوه وحياة بعض المؤسسين الذين لا زالوا بيننا واخوة آخرين، إلا أن الفكر الذي نبعت منه مسّطر في أدبنا الحركيّ، مثالًا في كتاب انطاكية تتجدّد  والحركة ضياء ودعوة، وكثير من كتب الأخ كوستي بندلي والاوراق الحركية  ومقالات مجلة النور وتقارير الأمناء العامين ورؤساء المراكز وغيرهم. وهذا ما أدعوكم الى نبشه وقراءته بشكل مكثّف كي تدركوا ماهية الحركة التي اليها تنتمون والفكر الذي أنتم مدعوّون الى اكتسابه. وأخاطبكم هنا كشباب قادة للمستقبل الحركي وأقول أن لا مبّرر لأي تقصير من قبلكم على هذا الصعيد لأن جزءًا كبيرًا من هذه المواد بات في متناولكم عبر الصفحة الالكترونية وسيتوسّع شيئًا فشيئًا، كما أن تسهيلات جمّة تقدّمها  تعاونية النور لتحصلوا على ما تشاؤون من الكتب بأسعار مقبولة. على هذا الصعيد كذلك دعوني لا أخجل من القول أن من أهمّ مظاهر الخلل الارشادي لدينا هو غياب هذه المواد عن البرامج المعتمدة للفرق الحركية في كثير من مراكزنا. ولهذا أكلّفكم، أيضًا، بمهمّة  أن  تجعلوا منها أساسًا لبرامجنا في كلّ مكان صونًا لمستقبلنا الحركيّ.

 

الحضور الرعائيّ والشهاديّ

ليس قصدي أن أدعو الى العمل على صون استمرار الحركة في شهادتها مستقبلًا. فهذا الأمر لم يقلق، يومًا، أحدًا من مسؤولي الحركة لأنه ِشأن يخصّ الله وعمل روحه قبل أن يخصّ أيًا منّا. قصدي أن أدعو الى صون سلامة الشخصية أو القامة الحركية اذا جاز التعبير. هذه القامة التي أنبّهكم اليوم من اهتزازها خصوصًا حين ألامس أنها تكاد تفرّغ من أساسين بُنيت عليهما لتعكس الأساس الأول، التصاقها بيسوع المسيح، من خلالهما ولتستحيلا قناتين لنقل العدوى النهضوية الى الكنيسة وفكر المسيح الى العالم، وهما الهاجس الرعائي والهاجس الشهادي. فمثالًا أن لا يفقه شبابنا شأنًا، وهذا ما قلتموه أنتم في اجاباتكم، في شؤون المجالس الرعائية والقوانين الأنطاكية وهموم الرعايا والأبرشيات، وكلاهما ثمرة جهاد سنوات لأجيال حركية سبقت، هو ما يعكس، إضافة الى جهله بأفق هامّ من الافاق التي تتحلّى بها الشخصية  الحركية، استقالة ذاتية من مسؤوليته عن حياة عائلته الكبرى، كنيسة الله وحضور هامشيّ فيها. ومثالًا أيضًا أن لا يُلحظ أحد من أجيالنا الشبابية، على مدى سنوات طوال، في أيّ من واحات الفكر والثقافة والاعلام والأدب والاجتماع إلا في حالات نادرة جدًّا، وأن نفتقد الى وجوه من هذه الأجيال، أيضًا، بشكل ملفت في مطلات مجلة النور،  هو ما يعكس اهمالًا نافرًا منها لهذا البُعد أو محدودية فهم ليسوع المسيح وارادته.  

من هنا إنني لا ألحّ على أن يعرف شباب الحركة تراثه تشدّدًا  أو تعصّبًا لها، ولو كان لا يعيبني التعصّب في هذا الشأن لأنه تعصّب للكنيسة في نهضتها. بل لأنني على يقيـن أن ما من سبيل لأن تتنتصب شخصيتكم الايمانية قامة نهضوية بغير هذه المعرفة أولًا،  وأنكم كلّما اكتسبتم فكرًا حركيًا أو عايشتم خبرة من خبرات حركتنا تألّقت شخصيتكم الانسانية وصرتم أكثر أهلية للشهادة ليسوع المسيح في عصرنـا.

على هذا الصعيد أصارحكم بأن ضعف الانفتاح في صفوفنا، ولأكون أكثر وضوحًا ، بأن محدودية الاهتمامات والافاق البشارية لدينا إنما يعود سببها، في يقيني، الى تربية خاطئـة صوّرت للبعض أن الايمان شأن  تُحصر اطلالاته وتعابيره وثماره في حدود جدران الكنائس  والجماعة المختصّة به مباشرة. وأن  الأبعاد الشهادية الأخرى بكلّ وجوهها التي ذكرتها قبلًا هي شأن ثانويّ لا ينبع من صلب الايمان بل يقبع إزاءه  حيث يخضع حضور المؤمن فيه واهتمامه به لحكم الضرورة والأولويات. وربّما يفسّر هذا برودة  البعض منّا ازاء مبادرات غير تقليدية  ومعتادة  أقدمت عليها الأمانة العامّة، كترجمة متواضعة من ترجمات هذه الأبعاد الشهاديـة، منها المنتدى الفكري الاعلامي، وتأسيس المركز الثقافي الأرثوكسي وورشة العمل الاعلامية التقنية وغيرها من الخطوات. سأكتفي في هذا الشأن بأن أؤكّد لكم أن تعاطيكم مع فكرنا الحركي، وتأمّلكم في من يجسّد هذا الفكر حياة، سيكشف لكم، إضافة الى حجم مسؤوليتكم عن الكنيسة وشؤونها،  أن من يمتلئ، حقيقة، بالمسيح سيشعّ المسيح منه في كلّ لحظة وكلمة وموقع  وموقف وسلوك ليبسط نوره، من خلاله، على كل مطلّ واهتمام ووجه وقضية. وأن من يعاشر الكتاب المقدّس  وتقليد الكنيسة وتاريخها ويلتزم حياتها وأسرارها حبًا بيسوع المسيح سيأبى إلا أن يخرج بفكر المسيح ونوره  الى المدى الذي احتضنه المسيح على الصليبب،  الى كلّ الحياة والكون ليترجم للناس  هذا الاحتضان الالهي فعلًا يوميًا وليجسّد لهم فرح الربّ  بكل انجاز وابداع وخلق  يخدم الانسانية  ويخفّف من الامها ويتقدّم بها  من خلال عنايته بهذه الانجازات ومسؤوليته عن أنسنتها وحفظها في هذه الخدمة.  ونظرًا لمحورية هذا الجانب في هواجسي فقد شدّني الى لفتكم، أيضًا، أننا لطالما اعتدنا أن ننسب الى الحركة صفة الصوت النبويّ وافتخرنا بهذه الصفة. النبوءة، يا أحبّة، هي اعلان لارادة الله اليوم. إن كان همّنا أن تفعل ارادة الله في العالم لنساهم في غلبته على الشرّ  وننقله الى رحاب محبة الله فلا مناص لنـا من أن نعلن هذه الارادة لعالمنا، اليوم،  من خلال اهتماماته الأساسية،  أيّا كانت هذه الاهتمامات وبلغته هو لتلاقي نبوءتنا صداها المرجوّ  فتمدّ نور الربّ  حيث الظلمة.

 

الوحـــدة

يبقى عليّ  في الختام العودة الى بدء لاعالج، منطلقًا من كوننا وليدي المحبة الالهية، ما يسود علاقاتنا الأخوية الداخلية، أحيانًا،  من صعوبات وتصرّفات وانزعاجات متبادلة من سلوك هذا الأخ أو ذاك، وأعلم أن بعضكم معنيّ بهذا الجانب، لأقول:

أولًا: يجب أن لا نغفل عن كوننا لا نزال، في الحركة، مجموعة بشر، تحمل كنز الربّ في "أواني خزفية" تجهد في مشروع قداسة لن يكتمل بناؤه قبل حلول الملكوت. فالأخطاء قائمة طالما أن جهادنا مستمرّ. إلا أن خصوصيتنا، المكتسبة من كوننا أبناءً  ساعين الى المسيح،  يجب أن تترجم اصرارًا عنيدًا منّا على تصحيح الأخطاء والتوبة لا على الامعان في الخطأ والخطيئة. أما فرادتنا فتكمن في كون المحبة بيننا هي ما يحثّنا على مصارحة بعضنا البعض ومسائلة بعضنا البعض دون أن يجرح أحد منّا ضمير أحد لأن غاية كلّ منّا من مساءلة الآخر  ومصارحته هو خلاصه لا ادانته ومحاسبته.  

ثانيًا: يقسو البعض منّا، أحيانًا، في الحكم على البعض الآخر وعلى الآخرين، ويقسو البعض، أيضًا، في الحكم على قسوة البعض.  ولذا علينا أن نتذكّر  أنه ما لم ترشح المحبّة، والمحبّة فقط، من كلّ كلمة وموقف وسلوك وتصرّف فالرؤية الحركية، التي باسمها نقسو، هي براء من المعنيين بهذه القساوة الجافة مهما بلغت درجة التزامهم بها وصومهم وصلاتهم لأنها رؤية لا تفهم  المسيح ولم تعرفه غير محبّة.

ثالثًا: أذكّر بما لفتنا اليه يومًا الأخ كوستي بندلي من أن انتماءنا، جميعًا، هو الى يسوع المسيح لا الى هذا المسؤول أو ذاك. فالمرشد أو المسؤول في الكنيسة، مهما بلغ شأنه أو موقعه ليس هو "النور بلّ وجد ليشهد للنور". ولكون المسؤولية في الحركة والكنيسة هي رسالة وليست زعامة، أدعو، أولًا، القيادات الحركيّة الى مزيد من الثقة بالأجيال الشبابية وافساح المزيد من المجالات أمامها لتقوم بدورها في هذه المسيرة وتطبعها بالحيوية والابداع. وأدعو الشباب الى المبادرة  والاصرار بشكل أفعل واقتحام المسؤولية التي من خلالها تتجسّد مواهبه خدمة للكنيسة لأن محبة الربّ لا تحجب نفسها.

رابعًا: كلّ ما سبق وقلناه  وما يمكن أن نقوله بعد يبطل ما لم نرفقه بتحلّينا، أولًا" بفضائل الربّ. والسلام

 _________
من 19 الى 21 أيلول 2008 –  بكفيّا لبنان
 

                                                                           

 

المشاركات الشائعة