تعال وانظر


رينيه أنطون 



لا أُخفي عليكم حجم التحدّي الذي تواجه وأنت تعلّق على كتاب خطّه كاتب لم تعرفه، في مسارك الجهاديّ، سوى باحث أبدًا عن الحقيقة. وكم يقسو التحدّي حين يكون هذا الكاتب، كما عاينته وشهد عارفوه، رجلًا صارخًا في وجه كلّ ثابت لا يطاول العقيدة. وكأنّ صرخته هذه تذكير دائم بأنّ المدى المرجوّ لكلّ تألّق إنسانيّ، بعد الفداء، هو التألّه. فهل يتوقّف السعي عند حدود، مهما سميت وسمت، هي من صنع تاريخ بشريّ غير ثابت؟ لكن ما يسهّل عليك الأمر ويدفعك إلى التعمّق أكثر في هذا الوليد المتمخّض عن هوّة قائمة بين ما آمن به الكاتب من جهة وبين صلابة الواقع من جهة أخرى، هو ما أحياه فيك وأعاده إلى حاضرك من ذكريات دفينة واكبت عمر المراهقة الذي كان، على غير عادة، بدء وعيك لسبل الولادة الحقّ في المسيح.

نفض هذا الكتاب غبار الزمن عن صوَر، فعادت راسخة في وجدانك الإيمانيّ. شغفك بقدّاس الأحد وبعض الطقوس وأنت مهرول إلى مسرحها باكرًا. دهشتك باللّباس الكهنوتيّ، وغربتك عنه في آنٍ لأنّك، كالكثيرين، حبيب للفقر أو ربيب له. ولعك بصوت المرتّل الموهوب، كما بالألحان المعظّمة وأنت تتماثل بآهات الأهل طربًا. مواقع الأغنياء وأمكنتهم الأوّليّة وشعورك بأنّك دونهم، في الكنيسة، مقامًا أو موقعًا. صرخة الأسقف في وجه خادم أو صرخة الخادم في وجه طفل تماهيًا، وخلط الخدّام بين السلطة المُعطاة والتسلّط. وأخيرًا، لكي لا أُطيل فقط، ذهولك أمام عبارة "كلّ حين" المقتطعة عن مقدّماتها ولواحقها وجهلك بلغة "الممثّلون الشيروبيم والحيوانات ذوات الستّة الأجنحة"...

كثيرة هذه الصوَر في وجدانك. كيف تتوافق محبّة الفقير والتيجان الإمبراطوريّة؟ كيف يكون الآخرون أوّلين في حين أنّ من يعتقدهم العالم أوّلين يتصدّرون. كيف توفّق بين نشوة الطرب وانسحاق الصلاة. كيف تتماشى المحبّة والتسلّط، ومتى ستكون لك نعمة فَهْمُ النّصوص كهؤلاء الذين كنت تعتقد أنّهم، في الخدمة الليتورجيّة، يفهمون ما يردّدون. ومع كلّ الذين سعوا إلى إجابتك يومًا، أتى "تعال وانظر" ليُريك بأنّ كلّ ما تحسّسته يومًا من شغف ودهشة وغربة وولع، لم يكن، في واقع الأمر، سوى قلق. فأنت أيضًا، أضعت سيّدك ولم تجده بعد، ولو تراءى لك يومًا أنّه قائم في وسط عادات بشريّة وأهواء تعتقدها أنت أنّها من صنعه أو من وحيه. أيزول هذا القلق يومًا؟ سيزول حين تطمح أنت وتطمح الجماعة كلّها معك لتكون، كالكاتب، باحثًا أبديًّا عن وجهه الضائع في خبايا اللّحميّة البشريّة المسدولة على الجسم الكنسيّ. باختصار سيزول هذا القلق حين تقارب أنت وتقارب الجماعة معك قلق الكاتب من طغيان تفاهة الشكل على قدسيّة المضمون. 

فكما تستشفّ من سطور هذا الكتاب، لا تختلف حدّة المأسسة المؤدّية إلى هذا الطغيان بين مسار وآخر من المسارات التقديسيّة والتعبّديّة، وذلك لكَون رؤية الكاتب أهداف هذه المسارات رؤية واحدة من دون إغفال مركزيّة سرّ الشكر بينها. فالصلاة والصوم والأعياد والأسرار والخدم الرعائيّة بوجوهها المختلفة بما فيها التنشئة، كلّها وُجِدَت لتساهم متكاملة في تقديس الشّخص الإنسانيّ تهيئة لنموّه في المسيح متفاعلًا مع الجماعة ومرتقيًا معها إلى قامة ربّه، كما وُجدت لتقديس الجماعة تهيئة لارتقائها بالشّخص الإنسانيّ ومعه. كذلك لا تتباعد وجوه التعبير عن طغيان الشكل في هذه المجالات، وإن تعدّدت هذه الوجوه، ذلك أنّ قاسمَين مشتركَين أساسيَّين قد جمعا بينها ألا وهما افتقاد بعد الآخر – المعبّر عنه خصوصًا بتغييب صدارة الفقير والمضطَّهَد في وجدان الكنيسة –وافتقاد الخصوصيّة الإيمانيّة – المعبّر عنها بغرق جماعة المؤمنين في مفاهيم العالم.

قارب كاتبنا هذه الوجوه بروح جريئة لم تخشَ المسّ بمسلّمات باتت شبه مقدّسة بنظر كثيرين. ولعلّ في صيغة التساؤل المردّدة في كثير من المواقع محاولة منه للتخفيف من وطأة هذا المسّ من جهة، ولتلافي الخروج بموقف شخصيّ نهائيّ من الإشكاليّات المطروحة قبل أن تنبري الجماعة المعنيّة للإجابة عن هذه التساؤلات والتفاعل معها. أمّا قمّة الجرأة التي خلص إليها فتتمثّل، برأيي، في قوله الذي يشكّل دعوة جليّة لتحرير الكنيسة من المتحفيّة المحيطة بها: "الكنيسة التي لا تتزعزع هي الكنيسة التي يحكم فيها يسوع المسيح، هي غير الكنيسة التاريخيّة التي لها من الكنيسة الشكل الخارجيّ".

طغيان هذا الشكل، في الكنيسة، يرخي بثقله على المسارات التقديسيّة كالأعياد والأسرار. وإذ نعاين أنّ الأعياد قد أُفرغت، بفعل هذا الشكل، من مضامينها واستحالت شبيهة بغيرها من أعياد ما قبل الميلاد، وما الميلاد هنا سوى نموذج، نرى أيضًا أن تسخيف الأعياد بتجريدها من روحيّة المضمون قد جعل الجماعة الكنسيّة المعنيّة بها جماعة استهلاك. فشيّئت الجماعة نفسها في خدمة تطلّعات دنيويّة وغابت عن خدمة القصد الإلهيّ، ففقدت بذلك خصوصيّتها في كونها جماعة مُفتَداة أُعطيَت أن تعرف الإله الحقيقيّ وتعاينه. أمّا على مستوى الأسرار، فقد ساهمت قدسيّة الأشكال في تغذية النزعة الفرديّة المعيقة لوحدة الجماعة وتفاعلها بآن. وهذا ما غيّب البُعد الحقيقيّ للعلاقة المرجوّة بين الشخص والجماعة. فرادة مفهومنا للجماعة الكنسيّة تكمن في كونها جماعة شكريّة تستمدّ وحدتها من وحدة الكأس المقدّسة وتتّخذ العلاقات فيها منحى ثالوثيّ الأبعاد، يتألّق الواحد فيها بمقدار ما هو في خدمة الكلّ ويتألّق الكلّ فيها بمقدار ما يرعى الواحد. هذا ما يتخطّى بكثير المفهوم الدنيويّ للجماعة بكونها تراصّ أفراد. من هنا، لا شيء يعني الشخص، في الكنيسة، ولا يعني الجماعة، فهي الراعية المواكبة كلّ مسارات تقديس الشخص الإنسانيّ، كما لا شيء يعني الجماعة ولا يعني الشخص.

لذلك نرى كاتبنا قد أخذ بخبرة زواج في الرعيّة جسّدت هذا المفهوم وحرّرت السرّ من وطأة المظاهر الاستهلاكيّة. وقد أثبتت هذه الخبرة، وما الزواج هنا سوى نموذج أيضًا، إمكانيّة التغيير باتجاه تفعيل فعل الروح في أيّ وقت تكون لنا فيه قوّة الموقف وصلابة الشهادة.

غير أنّ أبرز ما يدفعك إلى تبنّي مقولة تحرير الكنيسة من متحفيّتها هو ما آلت إليه الحالة الصلاتيّة بعامّة. فالصلاة، التي هي وسيلة لتلافي القضاء على خصوصيّة المؤمن والتي رتّبها آباء الكنيسة بهدف تقديس الإنسان في يومه وسنته وحياته الشخصيّة، باتت تمارس اليوم كَلَغو. لغة صلاتيّة متداولة ونصوص طقسيّة تساهم في تغريب المؤمن عن عالمه. أوقات للخدم تخدم تفريغ الكنائس من المؤمنين. أعياد شفعاء قدّيسين تُقام دون الالتفات إلى المختصّين بها، وكأنّ لا دور لهؤلاء المختصّين في مدّ هذه الشفاعة إلى عالم اليوم. طقوس استحالت فولكلورًا بسبب من صنميّة الكلمة واللّحن والأداء، وأخرى باتت عبئًا على غير الرهبان بسبب من أنماط رهبانيّة سائدة عليها. والأهمّ فصل مصطنع بين سرّ الشكر وباقي الأسرار واستحالة هذا السرّ إطارًا لاحتفالات دنيويّة غيّبت عنه ماهيّته كمنبع لكلّ الصلوات ومصبّ.

بعد هذه المقاربة الوصفيّة، هل يكون من الطبيعيّ ألّا يغيب بعد الآخر عن الجماعة المدعوّة إلى حمله في صلاتها وهي قد غرّبت عن ذاتها؟ فهل نحن نصلّي حقًّا كي نحمل في صلاتنا من يحتاجون إلى مسح كلّ دمعة من عيونهم، وخصوصًا أطفال فلسطين والعراق وغيرهم الآخرين الأوّلين في عالمنا اليوم؟ واقع يحرّك فيك المواجهة مع الذات لأنّك، بسبب مرارته، تعي حجم المأسسة التي تتآكل أيضًا كيانك الإنسانيّ وتوثّبك لكلّ ارتقاء، وهذا ما يعيقك عن الإقدام على تغيير شكل ابتدعته أنت لا هو وعلى تبسيط لغة وتفعيل أداء من صنعك أنت لا من صنعه هو. فأيّ تطاول هو على المقدّسات إن بادرت مثلًا وبادرت الجماعة معك إلى تحريك الدعوة إلى قيام الذبيحة مساء وإلى قيام الصلوات الأخرى وقت تدعو حاجة المؤمنين، أو إلى تعديل التعابير الصلاتيّة بما يخدم تفعيل التواصل مع الله أو إلى تغيير أداء طقسيّ أو أيّ تغيير آخر يخدم إبراز خصوصيّة الجماعة الكنسيّة كشاهدة وسط العالم وحاملة، في وجدانها، آلام هذا العالم وأفراحه.

هذا التغيير باتّجاه تفعيل الروح وسيادته على الأشكال تراه هدفًا يسعى إليه الكاتب أيضًا إزاء موضوع الصوم الذي طالته، كغيره من المسارات التعبّديّة، الانعكاسات السلبيّة للمأسسة. فمع التشديد على الانضباط، كأبناء مطيعين، بأيّ ترتيب تضعه الجماعة نرى تساؤلًا يعكس استغرابًا لتقزيم اهتمامات الله إلى حدّ الاهتمام باللحم والجبن والسمك. فتشعر وكأنّ الكاتب شاء أن يسترسل بتساؤله ليقول: إنّ هذا التقزيم، خدمة للأشكال، هو المسّ بالمقدّسات؟ فالصوم، بنظره، تهيئة كيانيّة للدخول في الخلاص، والكيان الإنسانيّ كلّه مدعوّ إلى هذا الخلاص. هو وسيلة في خدمة التنمية في المسيح وليس غاية. أمّا أولى وجوه المأسسة فتبرز في أن يمسي الصوم، بالنسبة إلى البعض منّا، غاية بحدّ ذاته، وأن يجسّد هذا البعض رؤيته للصوم بالتزامه مفهوم قهر الجسد المتناقض والرؤية الأرثوذكسيّة للإنسان وعلاقته بجسده. هنا تبرز إشكاليّة اللّحم والجسد التي يحسمها الكاتب مميّزًا بين اللّحم المدعوّ إلى الانحلال والجسد هيكل الروح القدس المدعوّ إلى المجد. ولذلك يتجسّد البعد القياميّ للصّوم ويتكامل بالانتصار على اللّحميّة التي هي كيانيّة أيضًا والمتمثّلة بالكبرياء البشريّة والأنانيّة والتملّك وحبّ المال. هذا ما يعيد إلى الفقير أولويّته في مسار الصوم بعدما غيّبت المأسسة هذه الأولويّة من خلال جعل الصوم مقتصرًا على التزام بترتيب فقط. وقد رسّخت هذه الأولويّة من خلال خلاصة، تتوافق والكاتب عليها وإن اختلفت معه في السبل إليها، وهي أنّ ما دام في العالم بائس، وما دام في العالم مظلوم لم نسعَ إلى إطعامه وإلى رفع البؤس عنه فصيامنا محرقة.

لا بدّ هنا، إزاء هذا الطرح، من أن تتوقّف عند تساؤلات أساسيّة تثيرها لديك سبل ترجمة محبّة الفقير، وهي موضوع مركزيّ في كتابنا. ويزيد في حدّة الأمر ما تقرأه في المقاطع المتعلّقة بخدمة الفقير التي هي إحدى أوجه الخدم الكنسيّة الواردة في الكتاب. فإذ وأنت تحيا في عالم "إيمانيّ" يتصدّره الأغنياء وتعكس معالمه الأبنية الشامخة والمؤسّسات والأوقاف المجمّدة تقرأ "أنّ خدمة الفقير هي المحكّ الوحيد لترجمة المحبّة".

لا يسعك أن تخالف الكاتب في موقفه الحاسم هذا. لكنّ تساؤلات عدّة تعترض سعيك إلى ترجمة هذه الأقوال: فإلامَ تصبو الجماعة، أإلى إنقاذ الفقير أم إلى الافتقار معه؟ وهل يمكنك أن تتجاهل ما للفقر من تأثير مرضيّ على الكيان الإنسانيّ معيق لكلّ تألّق مرجوّ؟ وهل السعي المجتمعيّ لتحقيق العدالة يصبّ في خدمة الفقير ويكون سعيًا ملكوتيًّا مرجوًّا؟ إشكاليّة يثيرها تقويمك للموقف الذي خلص إليه الكاتب، على هذا الصعيد، والدّاعي إلى افتقار الكنيسة توحّدًا بالفقراء ودعمًا لهم.

إشكاليّة أخرى تبرز في سياق معالجة الكاتب موضوع المال في الكنيسة ألا وهي إشكاليّة التملّك. فالمال الذي هو في الكنيسة غير المال الذي هو في العالم إذ وُجِد ليخدم ويطوّع تمثّلًا بتطويع السامريّ الشفوق لماله في خدمة المحتاجين. ولعلّ هذا ما يشرح قول الرسول الذي استند إليه الكاتب في دعوته إلى عدم الادّخار ثقة بالله "أن نملك وكأنّنا لا نملك". أي إنْ ملكنا فإنّ ما ملكناه هو لخدمة الآخرين. وما ينطبق هنا على الشخص ينطبق أيضًا، بنظر الكاتب، على الكنيسة كونها حيث هي وحدة هي شخص. وهذا ما لا تحياه في واقع الكنيسة اليوم إذ تحيا تعاملًا جامدًا مع الأوقاف وتشبّثًا بالاقتناء مهما بلغ التفاوت في الدخل والحاجات بين الرعايا والأبرشيّات.

خارج إطار البحث في تكديس الأموال غير المبرَّر، تتمثّل الإشكاليّة في جدليّة العلاقة بين التملّك والحاجة والتي تبرز بشدّة، في سياق هذا الطرح، في غياب حياة شركويّة. فإذا كانت الحاجة تنتفي في ظلّ الشركة غير أنّها قائمة أبدًا، بمقدار نسبيّ، في غيابها وعلى ضوء كلّ واقع مجتمعيّ. كيف يمكن لنا أن نبتدع اليوم أطر حياة شركة تساهم في حلّ إشكاليّة التملّك بشكل غير عبثيّ ومن دون أن تتوقّف مفاعيل هذه الأطر عند حدود الرعيّة أو الأبرشيّة أو الكنيسة الجامعة في ظلّ مسؤوليّتنا عن العالم أجمع؟

وأمّا بعد، إذ تصعب عليك الإحاطة المنهجيّة بجوانب الكتاب كافّة خلال نيّف من الوقت، لا بدّ لك أمانة لأحقّيّة الطرح، من أن تتأمّل، في وقفة أخيرة، في ما نسجه الكاتب من طروحات حول أوجه العلاقة بين أطراف الخدمة الكنسيّة أعضاء الجسد الواحد من جهة، وآليّة تناغمهم في خدمة هذا الجسد من جهة أخرى. الجماعة الشكريّة في الكنيسة هي جماعة مواهبيّة أيضًا، للكلّ فيها موهبة والحاجة هي إلى الكلّ. نزعت عنها الممارسة القائمة اليوم هذه الصفة بسبب من تأثير غربيّ أحلّ بالهرميّة مكان الدائريّة بعد أن مهّد له بتشويه مفهوم الطاعة في الكنيسة وجعلها للشخص بدلًا من أن تكون للمسيح الذي يحمله هذا الشخص.

تصحيح هذا الوضع يتطلّب اليوم نسج نوعيّة جديدة من العلاقات ضمن الجماعة، تنعكس في المؤسّسات أيضًا، تحمل مفهومًا كنسيًّا للطاعة والصدارة والأوّل والأجر يناقض رؤية العالم للخدمة الوظيفيّة وما تمثّله من استكبار ومحاسبة وتسلّط. ولعلّ الشوق إلى أن تستحيل الكنيسة والمؤسّسات واحة للخدمة بهذا المفهوم، هو ما دفع كاتبنا إلى خطّ أطروحة عمليّة تبيّن إمكانيّة الانطلاق في تجسيد هذا الطرح، بخاصّة على صعيد الرعيّة، محاولًا الإجابة عن سؤال محوريّ في حياتنا الكنسيّة: كيف نترجم اليوم، وبلغة اليوم، مفهومنا الرعائيّ القائم على جعل "اجتماع الكلّ إلى واحد" حالة حيّة في جسم الرعيّة وعلى كلّ الأصعدة؟ وكأنّ الكاتبيعلن إيمانه بأنّ التغيير يبدأ من الرعايا إذا ما أُعطيَ لنا أوّلًا أن نحرّر ذواتنا من عبء تاريخ حجّم تطلّعاتنا.

أخيرًا، لستُ من يقول ما إذا أخطأ جورج نحّاس في كتابه أم أصاب. لكنّني أقول إنّ الخطأ الكبير هو أن تتجاهل الجماعة المعنيّة كلّ ما قال، فلا تقول كلمتها في ما هو حقّ بسبب ضعف أو محاباة، ذلك لأنّه حقّ لهذا الرجل أن يقول "علّ المسيح الذي نحيا هو غير المسيح الحقّ الذي به نؤمن وعلينا أن نحيا".

__________
*المؤلّف: الدكتور جورج نحّاس
 * نُشر في "النهار" ومجلّة النور- العدد الثاني 2002
 

المشاركات الشائعة