كبارنا، من وحي 16 آذار
رينيه أنطون - 16 آذار 2019
وسطَ
هيصَة فرَحِنا بهذا اليوم تَحضُرُني وجوهٌ معلِّمَة نقَشَت معالم النهضة في
حياتنا. وَجبَ أن نلتفِت إليها لفتةً عميقة، فإن شاركتنا الفرح كان لنا، اليوم،
عيد، وإن لم تشاركنا كان لنا دعوة الى التصحيح والتوبة.
هؤلاء
لا يُعنَوا بمدحنا لهم وتبجّحنا بفكرهم وإرثهم وتاريخهم وأسمائهم. وكوستي بندلي لا
يُعنى بتلك اللوحة التي ستُرفَع في الميناء على شارع باسمه. كلُّ هذا مجدٌ لنا.
مجدُهم هو مجد المسيح في كنيسته، هو تمسّكنا بما كُشِفَ لهم، وحملوه لنا برجاء
الامتداد فينا، فكرًا، حياةً، وموقف دون مساوَمة وتهاون ومحاباة.
أقرأ
منه اليوم:
أن
الكنيسة كنيسةُ الكهنوت الملوكيّ، والكلّ فيها، اكليريكيّ وعلمانيّ، معلّم ومسؤول
وناقل خبرة إيمان، هذا إن تجلّى فيه هذا الايمان المُعاش.
أن
الشهادة هي أن نغرس الله في علامات الأزمنة ونغوص بفكر الانجيل في وجوه الحياة
وأزمات العالم وتحدّياته.
أنّ
النهضة المنشودة هي نهضتنا الشخصية حتى بها تنهض كنيسة المسيح. ومِن علاماتها
صدقيّة السعي إلى اقتنائه بكلّ الصُعد ونبّوة الموقف. فلا نعبر، مثالًا، عن أن
تكون كنيسة المسيح مطيَّةً، والفقراء وسيلةً، ليتسلّق منها، وعليهم، أحد.
أنَّ
العطاءَ والخدمة المشروطين في الكنيسة يُنشَد بهما مجدًا على حساب الله وليس محبّة
وتخلّيًا تمثّلًا بالربّ ولحساب الخلاص.
أنَّ
كلّ مساومة على حروف الانجيل، مهما اقتصرت، هي مساومة على المسيح.
رجائي
أن نتوب جميعًا الى الثبات في "المحبّة الأولى".
هذا ما
أوحاه لي 16 آذار اليوم.