غدًا تنتهي وجوه التضامن

رينيه أنطون - 15 آب 2020


وانتشال الجثث والأشلاء يستمرّ

غدًا أو بعده ستنتهي وجوه التضامن مع الضحايا والمتضرّرين من انفجار المرفأ في بيروت. سيعود الكلّ إلى حيث انطلق. وحدهم، عائلات الضحايا سيبقون حيث هم اليوم. يشخصون لصورةِ من كان حيًّا بقلبٍ مكسور لا ترمّمه كلمات ولا تعزّيه مبادرات، لا تعزّيه غير العدالة في الأرض، هذا إنْ فعلَت، ووجه الربّ يوم الحساب.

ليسَ صحيحًا أن العدالة هي بيد القضاء والمعنيين من المسؤولين وحسب. هي، أيضًا، وبقدرٍ أهمّ، بيد كلّ من ابناء هذا الوطن وخصوصًا بيد شبابه وشاباته الذين يملأون شوارع بيروت. فالعدالة ليست أن تقاضي المجرمين فقط، بل ان تعدم، كذلك، الرحم الذي يلدهم في الاجرام. وهذه بيد كلّ منّا.

كلّ منّا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما. إمّا أن يؤسّس لجريمة قادمة مماثلة ببرودته وتقليديته ومراوحته حيث كان، في السياسة والمجتمع، دون لفتةٍ نقدية ومساءلةٍ ضميرية وارادة تغييرية، وإما أن يبني، بهذه الوقفة والمساءلة، مدماكًا في وطن ليس من جريمة كهذه فيه.

فتكون حينها بعض عدالة، بانتظار العدالة في السماء.