كيفَ العطاء

رينيه أنطون  - 13 كانون األأول 2021


أمران، وإنْ تكرّر التذكير بهما، يجدر ألا يغيبا عنّا، ومعظم الرعايا والهيئات في توجّهها المعتاد الى افتقاد الفقراء، في زمن الميلاد.

أولّهما، أن يكون العطاء في خفاءٍ "يُجهّل اليد اليُسرى بما فعلت اليمنى" ويحجبُ المُعطي والمُعطَى في آن. فتبرز من خلاله محبةُ الله ونِعمُه في البشر، دونَ أن يبرزَ فيه بشر، ويكون انحناءً الى المسحوقين إعلاءً لشأنهم وكرامتهم، هُم، وليسَ تسلّقًا عليهم ابرازًا لشأنِ أحد.

وثانيهما أن يكون العطاءُ متجرّدًا عن كلّ مقابلٍ وغايةٍ ووصاية. فلا تُصادَر به حريّة مُحتاج، ويُنتهَك رشده، في تحديد خياراته ومُقتضيات عيشِه وأولوياته وحاجاته، وما يروم إليه اليومَ منها ويُفرِحُه.

إضافةً الى تذكّرنا الدائم بأنّ المحتاج هو المُعطي الحقيقي لكونِه من معابِر كلّ منا الى الربّ والخلاص به، هذا إن شئنا.

 

 

 

المشاركات الشائعة