الموت والشهادة

رينيه أنطون - 21 آذار 2020


تمجيد الموت مبالغة وخطأ. الموت هو أكبر مآسي الإنسان وقمّة ما تُصيبُه به الويلات. محبّة المسيح الفادية على الصليب، وقيامتُه، كَسرت انتصار الموت، أبطلت إنهائَه للحياة ومدّت بعدَه حياةً ابدية. أي صارت به رقادًا مؤقّتًا، خَتمًا للجهاد الارضي، بانتظار ان نقوم جُددًا إلى وجهه، أحياءً وراقدين معًا في حياة لا موت فيها. بالمسيح بطُل الموتَ النهاية، بطلت مأساويتَه وصار معبَرًا. فـ"آخر عدو يُبطَل هو الموت" (١كو ١٥ : ٢٦).

الشهادة هي ان نعلن الله، كما هو، المحبةَ، لأجل استدعاء الكلّ إلى الخلاص به، بحرّيته. "اقف على الباب وأقرَع، إنْ فتحَ لي أحد أدخل واتعشى معه....". الغاية منها ان نكون رسلاً لاقناع الناس بفتح الأبواب وتشريع الهياكل لخلاصه وليسَ لالزامها. القسوةُ في "اعلاننا"، العنف في بسطِ آرائنا دفاعًا عن ارادته، أكان في القالب أم في المضمون أم في الأسلوب أم بالتهكّم، لا ينزع منا الهوية والغاية وحسب، بل ينحرف بنا لتوصَد بسببنا الأبواب بدل ان تُفتح.

انتصارنا على الوباء الحالي، وما قد يتحدانا مستقبلًا من أوبئة وما هو أشرس، مرهون بثلاثة أمور:

1-ان نحفظ المستوى الحالي المتدنّي من التلوث في العالم، نسبةً لما كان عليه قبلاً.

2-أن نحفظ هذه الخبرة، الحياة العائلية الشركوية المكثَّفة والاكتفاء بالضرورات، بعد ان سبق وتدمرت بفعل الحداثة والاستهلاك.

3-ان نحفظ ذواتنا في الإنتباه الصحي اليومي الشديد المعمول به الآن.


المشاركات الشائعة