من وحي لقاء

 رينيه أنطون -20 أيّار 2025

في ريمون ولينا رزق، وطوني خوري



ألتقيهم، مرّةً ومرّة، لنغوصَ معًا في ما نَعشَق، وما يشغلنا، مِن شؤونِ كنيسةِ الله وحركتِه. وألتقيهم، أيضًا، ليقيني أنَّ القُربَ من الكبارِ، وسطَ جنوح المفاهيم واستباحةِ القِيم، يُثَبِّت في الحقّ، ويَحمي ويَصون.

والكبار، الذين أقصُد، ليسَوا، هُم، مَن يتوهَّمُهم العالمُ كبارًا.
هم مَن يَدَعون لله قلوبًا حيثُ يعبُرون،
مَن يبنون سطوةً للمحبّة، وأبراجًا للوداعة، حيث يحلّون،
مَن يَقوَون على سلاطينِ الدنيا بوَمضةِ فكرٍ وتَمتمةِ فَمٍ ودمعةِ عين.
مَن يَنسُجون بانجيلِ الحياةِ خطوطَ عبورِهم إلى الأبد،
مَن يعجزُ الموتُ عن أن يُصيِّرَهم، يومًا، كومةَ ترابٍ من هذا الذي يملأ الأرضَ فِراشًا للأقدام،
فلكلّ مَن يجهل، كبارٌ مِن غير "كبارِ" العالم هُم هؤلاء. كبارٌ لا تشغلهم الأرضُ وما فيها، بل يسوع في الأرضِ وخلاص مَن فيها.
كبارٌ، كلّما زادوا أعوامًا، زادوا في الله تأبّدًا، وزادَ مَن عرَفهم شكرًا للربّ، وقوّةً ورجاءً