النشيد الطريق !

 رينيه أنطون - 21 كانون الثاني 2025


يُروى أنّ غداةَ تأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وقبلَ أن يغادرَ الطلّابُ المؤسسّون بيروت إلى منازلهم بعد انتهاء السنة الدراسيّة مطلع صيف ١٩٤٢، اتّفق جورج خضر وألبير لحّام على أن يلتقيا، ذات يوم من ذاك الصيف، في منزل الأخير في ضهور الشوير. 

في نهاية أحد الأسابيع، توجّه جورج خضر من طرابلس إلى ضهور الشوير حسب ما تواعدا . وحين كان يسأل، ويبحَث، في البلدة عن العنوان المزوَّد به، طنَّت في أذُنيه "دَندَنةً"، حملَها النسيمُ، لنشيدِ الحركة الأوّل. وهو النشيد الذي كان قد كتَبه شقيقُ ألبير، رفيقهم في التأسيس، ادوار لحّام، وقادَ جوقةَ انشاده للمرّة الأولى رفيقُهم الآخَر في التأسيس جبرائيل سعادة. 

ويُحكى أنَّ حينَها ارتكضَ قلبُ جورج خضر، وتجمَّدت قدماه في الأرض وأسئلتُه في حلقِه. وإلى لحظةٍ، "أبصَرَ ورفاقه فيها أجملَ الأحلام بعد أن كانَ، بهم، قد اخضرَّ الربيع"، انفجَرَ الحنين، ُ فيه، دمعًا. دمعٌ صارَ بتلكَ الأسئلة دندنةَ رحّالٍ تسير خلفَ دندَنةٍ لا تُنشِد بل تُنادي بأنّ للقلوبِ، لا للعيون، في الطريق إلى السماءِ، خرائطها. 

___________

*مضمون الرواية، دون التعليق، منقول عن تعليقٍ للسيّدة بياتريس داغر سعادة على منشورٍ سابق في هذه الصفحة (حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة).