صادفت وجهًا

 

رينيه أنطون - 31 كانون الثاني 2024


صادفت اليوم وجهًا. سيّدة سبقَ أن رافقَتنا لسنواتٍ عديدة في الحركة قبل أن تُبعدها ظروف الحياة عنها. في السلام، تلألأَ وجهها بضحكةٍ ولهفةٍ ظهَّرتا المحبّة التي فيها، والحنين الى الزمن الحركيّ الفائت. ذكّرتني هذه المصادفة بأنّ مَن مرَّ بالحركة لقَّحه الروح بما لا نهاية لمفاعيله، بلقاحِ الأخوّة، وليد الشركة التي بها تُعجَن النفوسُ والأزمنةُ في رحاب الحياة الحركية. وذكّرتني بالأهمّ، بأن نصونَ دائمًا شأنَ الأخوّة، ساحة المحبّة في الجماعة ومكمن التأثير فيها، ونحرص على مكانتها فينا، أيّ أن نصونَ مشفانا من الفرديّة والفرّيسيّة واعلاءِ شأن الذات متى كمنوا فينا. إهمالنا لمركزيّة الأخوّة في الحركة، إنْ حدثَ، هو عبثٌ بالأساس الذي إليه ألهَم الروح المؤسّسين، وعليه تُبنى النهضة الشخصيّة والجماعية الكنسيّة، والذي به، بهذا الأساس، يستقيم حضورنا، والذي بغيره لا لزوم لهذا الحضور، ولا معنى.

المشاركات الشائعة