سيامة الأب فادي واكيم

رينيه أنطون - 14 أيار 2023


إلى الأب فادي…

مُستحقٌّ أنتَ، مُستَحِقٌّ على الرجاء...

فليسَ منّا، أيها العزيز، مَن يستحقّ اسمَه وهويّته في المسيح، وما أُنعِم عليه من مواهبَ وتكليف. فكلّنا سُعاةٌ، سعاة. أمّا الباقي، فهو شأنُ حكمة الله ورحمته وحسب.

ما حدثَ اليوم أنّ الحركةَ، التي حرَّكت فينا مياهَ المعمودية بحجرِ القبرِ الفارغ، وقومًا من محبّي يسوع، لبّوا دعوةَ الروح ليُصادِقوا أنَّ فيكَ من المحبّة والالتزام والاخلاص لقضيّة الربّ ما يخفّف شأنَ الضعفات التي في كلّ منّا ويجعل المسيح فرحًا بكَ قائدًا في حياةِ كنيسته. فكانَ أن آلت شدّة المُصادَقَة زهوًا، فينا، بانتصار الحقّ في الكنيسة ورعدًا، في أصواتنا، بـ"المسيح قام".

لذلك، في "يومِ القيامة"، هذا، لم تصر كاهنًا وحسب. صرتَ الكاهنَ والمدعوَّ في آن.

مدعوٌّ أنتَ، وكنيسة المسيح مُسخَنةٌ بضعفات رعاةٍ وأبناء، إلى ترسيخِ ما تجلّى فينا من زهوٍ اليوم، واعلاء شأنِ بصيرة الجماعة، الصارخة بك كاهنًا خادمًا، في عينيّ الربّ.

مدعوٌ أنتَ إلى أن تبقى كما أنت، مقيمًا في الاحضان الرادعة لكلّ ضعفٍ، وهوى، فيك، نابذًا للتفرّد والادّعاء والتسلّط والجهل والتحزب والنميمة والانقسام.

باختصار، مدعوٌ أنت إلى كهنوتٍ نابذٍ لكلّ وجه خطيئة في الكنيسة لئلّا يتشكّك أخٌ وتُجرح جماعةٌ وتَدمُع عينيّ الربّ. مدعوٌ إلى كهنوتٍ نصيرٍ للطهارة والنقاوة والبساطة والوداعة والفقر والرعاية والاحتضان، كهنوتٍ تائبٍ الى الربّ في كلّ آن، قائدٍ في مسيرة توبتنا اليه.

يا أبتي...قد لا يُعطى من يماثلني جيلاً أن يعاين كنيسة المسيح في البهاءِ الذي عليه شاءها الربّ أن تكون. لكنّ يقيني، ومدعاة توبتي إليه تشتدّ وتكبر، أنَّ كلّما ازداد فيها مَن يقتني الربَّ مصلوبًا مثالاً له وسيّدًا عليه، يُنثَر من ضياءِ الملكوت فيها ما سيجعلها آيلةً الى هذا البهاء في عيونِ الأبناء.

فافرِح ربّك وزد، بخدمتكَ الجديدة، في كنيسته نثرَ هذا الضياء.

 _________
* حركيّ من الميناء، صديق، عضو فرقة القدّيسة خريستينا التي أرافقها. 

 

المشاركات الشائعة