المصارف وتحرّر المظلومين

رينيه أنطون – 12 آب 2022


العنف لا يُمَجَّد، وإنْ كان لا بدّ بعض الأحيان من "عنفٍ" لتلافي عنفٍ اكبر. وقد أشار معلّمُنا في الايمانِ والانجيل والعدل والحرية الانسانية كوستي بندلي الى ما يتعلّق بهذا الأمر في كتاباته.

ففي قضية المصارف وبسام الشيخ حسن، ليسَ من عنفٍ اكبر من هذا الذي مارسته وتمارسه المنظومة السياسية-المالية في لبنان الذي أدّى الى سرقةِ لقمة عيش مئات الاف المواطنين وصحتهم وجنى تعبِهم وعمرهم وآمالهم وفرحهم، وتهجير أولادهم وقهرهم وإعدام أحلامهم. هو العنف الأكبر لانه مجزرةٌ جماعية بحقّ أرواحٍ في أجسادٍ حيّة.

فالأمر ليسَ تبنّيًا "لعنفِ" مظلومٍ بل تفهّمًا لمعاناته وانتشاءً ببشائرٍ للعدالة حلَّت. الأمر فرحٌ بما يؤشّر الى تحرّر مظلومين من الصمتِ والخنوع، وشغفٌ بوجه انتفاضةٍ لهم وثورة، يُرجى أن تكبر وتتمدّد وتتخذ وجهًا جماعيًا أكثر فاعليةً دونَ ما يرشق الأبرياء وإنْ بوردة.

وبأيّ حال الأمر ليس تبنيًا لغير ما قد يكسر سطوة "الاقوياء" من قِبَل الضعفاء، ويُطيح بالأساس الفعلي للعنف، ويبني بالعدالة ركائز السلام.


المشاركات الشائعة