خالفتكَ مرّة

 

رينيه أنطون - 7 تمّوز 2019

"أنـا لكوني قريباً من الموت صرت في حاجةٍ إلى التوبة والخضوع لمشيئة الرب.

أتركُ نفسي بين يديه على رجاءِ أن يقصِّر العمر. ( المطران جورج خضر)

بلغَني قَولكَ هذا في ذكرى مولدِك السادسة والتسعين...

فلا يا سيّد...

خالَفتكَ مرّةً...وأخالفُكَ مرَّةً أخرى.

فَبالحرّية، التي أنشأتَنا عليها، قلّ ما تشاء.

لكن...

أفَلا تَعلَم أنّكَ لستَ الأقرب إلى الموتِ منّا، لستَ أقربَ إليه مِن كثيرين؟

ألا تَعلَم أنّـا نحنُ الموتَى وأنتَ، مهمَا شُختَ، الحيّ؟

ألستَ مَن علَّمنا أنَّ مَن أقامَ كنيسةً مِن ركودِها أحياهُ ربُّها قبلَ أن يموت...ومَن يعجُز عن القيامِ معـه مائتٌ هو قبلَ أن يموت؟


فأيُّ موتٍ يدنو، وأيُّ توبةٍ إليـه بعد؟

هل مِن توبةٍ تفوق التخلّي له عُمرًا؟

هل مِن توبَةٍ تفوق الاختلاء به عُمرًا؟

هل مِن توبَةٍ تفوقُ التغنّي بوَجهِه عُمرًا؟

هل مِن توبَةٍ تفوق انهماكَ العقلِ والفكر والقلب والحُنجَرة به عُمرًا؟

هل مِن توبَةٍ تفوقُ التعليمَ به عُمرًا؟

هل مِن توبةٍ تفوق تجوالَ العالم به عُمرًا؟

هل مِن توبـةٍ تفوقُ الصبرَ على ما في كنيستهِ عُمرًا؟

هل مِن توبـةٍ تفوقُ عُشقَ الاله بالدموعِ عُمرًا؟


فأيُّ توبةٍ بعد؟

وماذا عنّي إذًا؟ لا بل ماذا عنّا جميعًا إذًا؟

لا يا سيّدي،

لا تُصَّعبها علينا بعد!

 

 

المشاركات الشائعة