قراءة في المجمع الموسّع حول العائلة

رينيه أنطون - 9 تشرين الأوّل 2019


الصورة لا تختصر المشهد. ترمز إليه.

يتميَّز مشهدُ هذه الدورة من اجتماعات المجمع المقدّس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر ومشارَكة السادة المطارنة والأساقفة في الكرسيّ الأنطاكيّ وبعضِ مدعوّين عن سائر مشاهده.

فـ"انطاكية"، وطنًا ومهجرًا، تراها في قاعةٍ واحدة تشخَص باتّجاهٍ واحد، عنوانًا هوَ العائلة. أما ما يُلحَظ خلفَ العنوان فأهمّ.

تنظيم وإعداد مُلفِت. مقارَبات جديّة لم تُألَف جرأة الكثير منها. بعضُها، أخّاذٌ، مميَّز، رؤيويّ، مُفرح لما يَحمله من فكرٍ إيمانيّ مستنير وعلمٍ معمَّد. مواضيعُها محاولةُ إحاطةٍ بمعظم ما يرتبط بالعائلة ويتحدّاها اليوم.

تقارير واحصائيات، الزواج، الجنس، الاهل والأولاد، التربية، المرضى، المُسنّين، مرافقة المرضى في نهاية الحياة، ذوي الاحتياجات الخاصّة، اخلاقيات الحياة، الاستهلاك، الزواج المختلط، الزواج المتأخّر، المساكنة، المثليّة، الميديا الخ...

والأحد، كانت ذبيحة الهية، برئاسة غبطة البطريرك، ومشاركة معظم السادة مطارنة الكرسيّ وأساقفته. وكذلك أمسية مرتّلة، أُجمِع على تمايُزِها وجمالها، أدّتها جوقة واحدة من جميع الأبرشيات وفقَ إعدادٍ خاصّ، جريء، فيه الجديد المُستوحى من موضوع الاجتماع.

اختصار الأمر إنَّه مَشهدٌ حيويّ، استثنائيّ، وحدويّ هوَ أشدّ ما تحتاج كنيستنا إلى ترجمته في أصعدة حياتِها كلّ لحظة.

———

هذه الحيويّة "الاستيقاظيّة، التي يعكُسها الحدث هي الأهمّ. ولا تقلّ أهميّة، برأيي، عمّا ما قد يخلُص إليه المجمع المقدّس ويُخاطِب المؤمنين به.

فالمراوحة في كنيستنا كانت ثقيلة، والرجاء ألا تعود وتقوى، بل شيئًا فشيئًا أن تأفل. فالتحرُّك علاجُ المراوَحة، والانجيل عكسَ لنا حيويّة الربّ. الحيويّة ضرورة قُصوى لكسرِ الجمود فيها وبناء التغيير. المهمّ أن تستمرّ في حياتنا الكنسيّة وتطبع يوميّاتها، ألا تُعرقَل. حينها ما قد لا تتمّمه اليوم تُنجزه، بالتأكيد، غدًا. فالارتياحُ للجمود، وقد طالت مدّته، مُجهِضٌ لكلّ انجازٍ ومعالَجة. لنذكر، مثالاً، اجهاضَه لنتائج المؤتمر الانطاكيّ الذي دعا اليه غبطة البطريرك العام ٢٠١٤. يومَها، أحاطَ المؤتمر بشؤون العائلة الكُبرى، الكنيسة، وأثمرَ عن غنى نتائج. إجهاضُ النتائج هذه غذَّى "التجافي" بين الكنيسة وكُثر من أبنائها وشبابها.

لذا الرجاء، اليوم، أن تتفعَّل نتائج هذه الحيويّة وتُثَمَّر، فتكون الانطلاقة الى "المُصالحة" المنشودة. 

المشاركات الشائعة