الدينـونــة

رينيه انطون - 27 آذار 2020


أعلم أنها ستكون، لكن أجهل كيف.

أعلم فقط أنَّ الرحمَة، لا القساوة، هي سمةُ ربّي، وأن النزفَ هو اللغةُ التي بها ينطق.

قد تكون الدينونة سؤالاً منه وجوابًا منيّ وحُكم، وقد لا تكون سؤالاً ولا حكمَ ولا جواب.

قد يكون وجهُه، والحُجب منجلية، هو وحده السؤال، ويكون خجلي أمامه هو أقسى الاحكام، والجواب.

قد يكون ضياؤه، والحجب منجلية، هو وحده السؤال، ويكون احتراقي به هو أقسى الأحكام، والجواب.

لا أعلم كيف. لكن يقيني أنها ستكون، وأنَّ فيها قد أُرحَم "أنا العارف بآثامي"، وهذا رجاء، وقد احترق وأُدان.

إلا أنّ، بعد، سؤال:

إن حدثَ و"أخطأت إلى المحبة". إن تنكّرت للفداء. إن عميت عن ندوبِ الحبّ في جسده وأثر المسامير في يديه. إن نسبت له القتلَ لا الموت، والتسلُّط لا الدمعَ، والغضب لا الغفران. إن بحثت عن أثرٍ له في ما يُصيب العالم من مرضٍ ووباء، وأشحت عنه يعاني معزولاً مع المعانين منه، وينازع وحيدًا مع المنازعين منه ويتمرمر جوعًا مع الجائعين بسببه. إن انحجَب عنّي المحبّة، فأيّ دينونةٍ تكون؟ وبما أُرحَم وتُرحَمون ؟ وهل يبقى لي من رجاء؟

نعم، يبقى.

فهو كما هوَ ، وليسَ كما أنا أشاء. الفداء قائم، وهو المحبّة أبدًا.

  

المشاركات الشائعة