من وحي عظة


رينيه أنطون - 2020

 

"أنا لا أخاف الله لأني أحبّه"

)القديس أنطونيوس الكبير)


إلى كاهِن،

بعضُ التربية الدينية "التقليدية" المتوارَثة قادَ يومًا الى أن يقتنيَ مؤمنون، وأنا منهم، مفاهيمَ خاطئة وتصوّرات بالية عن الله.

هو أمرٌ لم يكن ليطعنَ في صدقِ إيمانِ الأهل والمربّين وإخلاصِهم لله. فالاله القوي والقاسي الذي يترصّد، ولا يتلطّف، بمَن يُهمِل وصاياه "والواجبات وكلّ أشكال الخضوع والخنوع له"، الذي نقلوه لأبنائهم وتلامذتهم، هو ما كانَ قد كُشِف لهم.

إلى أن أهدانا الله حركة الشبيبة الأرثوذكسية وصُحِّحت المفاهيم.

قدَّم لنا المطران جورج خضر والمطران يوحنا منصور والمطران بولس بندلي والأب الياس مرقص وكوستي بندلي، وغيرهم، الاله الحقيقي، فعرفناه ربًّا آخرَ مختلف. أفهَمونا الانجيل. عرَفنا الله إلهًا يُقلِقه الخضوع والخنوع، وتريحُه الحريّة. يُفرحُه أن نسير إليه بارادتنا، دونَ قلقٍ منه او خوف. يشخَص الى أن نفتح بأيدينا باب الحياة الأبدية لنفوسنا، ويؤلمه أن نبتعدَ، طوعًا، عن ذلك الباب.

ومِن فوق، حيث هو مُسمَّر على الصليب، يبكي لدموعنا ويفرح لحبورنا. ومِن هذا "الفوق" ينتظرنا بلهفةِ الأب لتنتشلنا يداه الى القيامة معه، محدِّقًا بنا دامعًا كلما عنه ابتعدَنا، ومنحنيًا الينا فرِحًا كلّما منه اقتربنا.

وشهادةً على ذلك، نصَبت الحركة في عيوننا وجوهًا وأجسادًا، فيها بعضٌ ممّا فيه، تنبض بالحبّ وتقتات بالخدمة والتعب والزهد والنُسك والانسحاق.

فأن نقدِّمَ الله للناس بَعد، ومن منابر الوعظ، الهًا متعطّشًا للدم، متسلِّطًا، يطلب الانحناء لمشيئته مقابلَ أن يصدَّ عن المفتَدين الألم والجروح والمآسي والمعاناة..

وأن نصِل، بتعجرفٍ "فريسيّ، الى تصنيف طهارة القلوب والحكم على النوايا الصلاتية، لهو شأنٌ خطير يعكس ما يُقلِق.

شأنٌ معناه أننا نُسقِط على الله ما نرغب ان نكون نحن عليه من قسوة وتسلّط وتحكّم ونفوذ باسمه، أو أننا ما زلنا على جهلنا بـ "العهد الجديد".

بأي حال، آن الأوان لنكفّ عن الاساءة للربّ، وأقلّه لنرحمَ الكنيسة ومؤمنيها .


المشاركات الشائعة