العضويّة - رأي من وحي المؤتمر 33 للحركة
رينيه أنطون
نشرة صوت المركز - 2003
لا
شكّ بأنّ موضوع العضويّة الحركيّة قد استهلك بحثًا في السنوات الثلاث الأخيرة.
إلّا أنّ هذا لا يمنعنا من الإطلالة عليه مجدّدًا في ضوء مناقشات ومقرّرات المؤتمر
الحركيّ الثالث والثلاثين. ذلك لأن أعمال هذا المؤتمر، وإن انتهت إلى توافق حول
مفهوم الانتماء إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، إلّا أنّها أظهرت تباينًا واضحًا
تجاه الترجمة الإداريّة لهذا المفهوم.
فالموضوع
برمّته يكتسب أهمّيته من ارتباطه العضويّ بهويّة الحركة وبشهادتها على الصعيدَين
الرعائيّ والاجتماعيّ حيث يمكن، استنادًا إلى واقعنا غير الصحّيّ اليوم، أن لا
تسلم هذه الهويّة وتلك الشهادة من انعكاسات سلبيّة فيما لو لم تأتِ الأُطر
الإداريّة المطلوب من المركز، بموجب مقرّرات المؤتمر، اقتراح العمل بها، مجسّدةً
لمفهوم الانتماء المتَّفَق عليه لدينا كلّ إبداع. ذلك أنّ البحث في أسباب أزمتنا
الحركيّة يقودنا أيضًا إلى أن نلحظ الارتباط بين نظرتنا الخاطئة للنظام وتشبّثنا
بالأشكال والأطر الذي حجب عن معظم أجيالنا الصاعدة شموليّة الرؤية الحركيّة حيث
باتت هذه الأجيال تعتقد أنّها "أتمَّت السعي وحفظت الإيمان" لمجرّد
التزامها بنشاط هنا أو تفعيلها لإطار داخليّ هناك.
فهل
لنا أن نبدأ بتصحيح أوضاعنا مرتكزين على الأُسس التي سبق ذِكرها دون أيّ خوف أو
قلق من انعكاس هذه العمليّة على سلامة ووحدة الجسم الحركيّ واثقين من أن ضمان
سلامة ووحدة هذا الجسم هو في استقامة الفكر النهضويّ لدى أبناء الحركة. فكم نرى من
الأخوة من يختزل النهضة تاريخًا وتراثًا في شخصه وعيشه. وكم نرى، في المقابل،
فروعًا لا تُقارب فكر الحركة وتراثها. وهل لنا، في الوقت نفسه، أن ننقل أولويّات
اهتماماتنا من المحلّيّات الضيّقة إلى الآفاق الكنسيّة والإنسانيّة الشاملة مؤمنين
بأن ضبط حدود الشكل، لا يشكّل ضمانة لسلامة ووحدة حقيقيَّتَين، بل إن ما يشكّل هذه
الضمانة هو فاعليّة وحضور وشهادة الأبناء الذين يجمعهم هذا الشكل.