شخوصهم الى فرح أهل السماء

رينيه أنطون - 5 آذار 2018


حملت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاتٍ ناقدةٍ لتكريم المطران جورج خضر، بالشكل الذي تمّ عليه، يومَ استعفائِه من مهامه.

من موقِع الأبن المولَّع بالمطران وهجًا وفكرًا، والحريص، بشدّة، على شخصه ونهجه وفكره ورؤيته وكرامته وأثره في حياة الكنيسة، ومن موقع المواكِب أقول توضيحًا:

أولاً، وردَ في كلمة الأب إيليا متري تعليقًا على الحدث أن "للسنين ما تقوله"، وأضيف، بحيث أنَّ التكريمَ، لهذه المناسبة بالذات، أتى بالمضمون الكنسيّ المُرتجى وبالشكل الذي تتجلّى فيه الحكمةُ والحرص على مشاعر المُكرَّم وكرامته وما يحفظه كبيرًا من كبار الكنيسة في ضمائر أبنائها.

ثانيًا، لا صحّة، إطلاقًا، لما يوحى به عن الغايات والربط، زمنيًا، بين التكريم وتسلّم غبطة البطريرك طلبَ الاستعفاء.

ثالثاً، التكريم، في حياتهم، وبكلّ أشكالـه الدنيوية لا يعني كبار الكنيسة. شخوصُهم هو الى أن يفرحَ بهم أهل السماء لا الأرض لأنهم من الانجيل، فيها، وليسوا منها. تكريمُهم، تكريم جورج خضر الأهمّ، هو أن نحفظَ ونتمسّك، تمسّكًا لا ينفك، بما من أجله نذرَ الحياة وهو: الاستماع الى صوت الروح، صوت النبوّة، وجوه القداسة، الاستقامة، الوحدة، الطهارة، البساطة، صدارة الفقراء، الانفتاح، المعرفة، جرأة الأبناء، الحريّة في الربّ، الارتقاء الى رحاب الجمالات الالهية علمًا وثقافةً وأدبًا...الحفظ الذي هو أهمّ أشكال التكريم وأبلغها.

رابعًا، أنّ ما يعني جورج خضر، شخصًا ووهجًا وكرامةً وإرثًـا، وإن بتنا جميعًا حرّاسًا لـه، إنّما هو، أولاً، في حراسةِ الربِّ، وثانيًا في حراسةِ أمينٍ يفوقنا حرصًا عليه، وشغفًا به وإجلالاً لـه، في عهدة غبطة البطريرك.ليسَ مَن عاينَ شهدَ وحسب، بل بالأمس، في عظة الأحد، كَتَب يوحنّا العاشر إصحاحَ جورج خضر في سِفرِ أعمال رُسلِ هذا العصر!

 


المشاركات الشائعة