كوستي بندلي - الذكرى الرابعة

 كلمة رينيه أنطون - 9 كانون الأول 2017


كنّا سويّةً اليوم.

حضرَ بنور السماء الى حيث الغروب في الأرض.

اتخذ مكانه الخلفيّ في مجلس الناس، المتقدّم في مجلس الله، وانحنى يسقي، بتَمتَمة ٍودموع، نبتةَ فداء سبقَ أن أودعها في الحقول.

حنَّ كوستي الى لباس الجسد، الى وجوه التلاميذ في الارض.

نعم، حنّ، ليس لوَلَعِه بقصّة الكتاب بل لاشتياقه كذلك الى ورقٍ خطّ عليه حكاية ربّه والناس.

بصدقِه حنّ. فهو لم يفرح بأن يهجرَ وجهًا هنا ليلاقي وجهَ الحبيب هناك. هذا ادّعاء الجاهلين به.

هو حَلمَ بأن يثبتَ في الأرض خاطًّا، هنا، جمالاً بأحرفٍ من وجوه.

جمالٌ علّه يستعجل الوجهَ، ثانيةً، إليها فتتغيّر به الأجساد وتصيرَ سماء.

لهذا كلّما أتعبه الانحناء كانَ أن انتفضَ، كهذا المساء، باحثًا محلّقًا في النَبْتات:

أصارت على شيء من ذاك الجمال.

أصار الجسد، المُعلَّق، مسكنَها.

أصار بهاؤه همَّهـا.

أصار الكتابُ عُشقَها.

أصار الفقراءُ وجَعها.

أصار المظلومون أنينها.

أصارت الشركة قبلة تخلّيها.

أصارت الوحدة حلاوتها.

أصارَت المعرفة والثقافة فرَحَها.

أمّا ما نالـه، يومًا، من جوابٍ فلم أدركه. لكنّ صوتًـا، أعرفه، نثرَ اليومَ فرَحًا حولي يقول:

"ساعيةٌ بعدُ هي، ساعية، فخذني ربّي، طالما عجز جسدي وشُلَّت يدي، الى حيث يشدّد سعيَها المزيدُ من الصلاة".

 

 

المشاركات الشائعة