تخيّلوا في مشروع "الهيئة المدنية"


رينيه أنطون -  1 تشرين ألأول 2012


الليلة عشيّة انعقاد المجمع الانطاكيّ المقدّس الذي قد يبحث في مشروع "الهيئة المدنية" تخيّلوا،مثلًا، ما يلي:

أن نزاعًا قضائيا شبّ بين الأوقاف الكنسية وأحد المواطنين الذين تجمعهم مصالح انتخابية أو اقتصادية مع إحدى "الشخصيات" الأرثوذكسية. وبعد أن بذلت هذه "الشخصية الأرثوذكسية" جهدها لدعم المواطن قضائيًا في وجه الوقف الكنسي دون جدوى تابعت دعمها محاولةً عرقلة تنفيذ الحكم.

فهل لهذه "الشخصية"، برأيكم، الحقّ في عضوية "الهيئة المدنية للروم الارثوذكس" التي قدّ تُشرّع مجمعيًا؟

الجواب بلغة المشروع: نعم لديها الحقّ غير المشروط، ولا يهمّ أيًا كان إسمه وصفاته وتاريخه وأعماله وحسن سيرته وإيمانه وخدمته للكنيسة، ولا يهمّ إن كان تسبّب بضرر لكنيسة المسيح أو لمواطن ضعيف، هذا لكونه "شخصيّة" نافذة لها همّ عظيم هو أن تنال الطائفة الارثوذكسية حقوقها في الوظائف العامّة.

وتخيّلوا أن مؤمنا عاديًا ممارسًا مشهودًا له أقلّه ببعض الفضائل،يحمل كلّ أحد همومه الى ربّه وينتصب في الذبيحة الالهية مُطأطأ الرأس متمتمًا منتظرًا بشوق لحظة أن يلامس جسد المسيح شفتيه.

فهل لهذا المؤمن الحقّ في عضوية "الهيئة"؟

الجواب بلغة المشروع كلا، إلا في حال لاحظه أسقفه وانتدبه ليمثّل الأبرشية ضمن عدد محدود جدًا مُخصّص لها. هذا لكونه عاديًا وإن كان مؤمنًا،لكونه ربّما ولد في مغارة.

فأمام هذا الخيال الذي قد يكون حقيقةً، هو أو ما شابهه، أقول هذه العشيّة لغبطة البطريرك والسادة المطارنة :

إسمعوا، اسمعوا للروح القدس، لعله يقول لكم: بئس كلّ الطوائف والوظائف والحقوق... وبئس هكذا هيئة.

__________
* المزيد عن "مشروع الهيئة المدنيّة" في قسم الفيديوهات
 

المشاركات الشائعة