الخادمة والشيخ

 رينيه أنطون - 15 آب 2018


في قدّاس اليوم لفتني رجلٌ شيخ، تراه يجلس جانب خادمته الآسيوية. تلحظُ إكرامَه لها. لعلَّه علِمَ أنّ في هذا البيت، والى قلب الربّ، صوتُها وصلاتها يصِلان أولًا.

يأتي وقتُ جمعِ المال للكنيسة. يُعطيها ما تقدّمه. ظنّي أنه لا يتكرَّم عليها بل يرتجي من مكانتها لدى السيّد شفاعةً لخلاصه.

إيمانُ هذه الشريحة من الفتيات يذهلني، لا بل يذهلني إيمانُ كلّ أبناء المعاناة والتعبِ من الفقر. تراهم يتغرَّبون عن أوطانهم وعائلاتهم وأبنائهم ولا يتغرَّبون عن ربِّهم. يصيرون بمعاناتهم مع الحاجة بابًا أوسع لهم الى السماء. إيمانُهم، صبرهم، انتصابهم صلاةً، لاهوتٌ حيّ يقتضي التسطير يفوقُ فعاليةَ ما نلغو به، أحيانًا كثيرة، من لاهوتٍ يقتضي التجسيد.

 

 

المشاركات الشائعة